على الشـاطئ في تروفيـل
للفنان الفرنسي اوجيـن بُـودان، 1887
للفنان الفرنسي اوجيـن بُـودان، 1887
كان اوجين بُودان أوّل رسّام فرنسيّ يرسم في الطبيعة المفتوحة. وقد لعب دورا مهمّا في ظهور الانطباعية. كما علمّ كلود مونيه الذي اعترف بفضله عليه في ما بعد عندما قال: إذا كنت قد أصبحت رسّاما ذا شأن فإني أدين بذلك لأوجين بُودان وليس لأيّ شخص آخر. بفضله فتحت عينيّ على الطبيعة وفهمتها وتعلّمت في نفس الوقت أن احبّها".
كان بُودان رسّام النورماندي في سنوات ما قبل مونيه. كما أنه يُعتبر الزعيم الروحيّ لانطباعية شاطئ البحر. وهو مشهور خاصةً بلوحاته التي رسمها لشواطئ النورماندي في أواخر القرن التاسع عشر. وقد رسم تلك الشطآن مرّات عديدة كي يلفت الأنظار إلى التغيير الجديد المتمثّل في ازدهار السياحة النهرية والذي لم تكن تعرفه الأجيال السابقة. ووفّر له توافد السيّاح والمصطافين على المنطقة فرصة لمزج الطبيعة بالحياة اليومية.
وفكرة بُودان الأساسية، شأن كلّ الرسّامين الانطباعيين، كانت تصوير التفاعل المتبادل والسريع بين الضوء والظلّ وتأثيرهما على الماء والغيوم.
في الكرّاس الخاصّ بصالون عام 1869، كتب احد النقّاد يقول إن بُودان ابتكر نوعا جديدا من رسم البحر برسمه الشواطئ وأفراد الطبقة الرفيعة الذين يجتذبهم الصيف إلى المنتجعات السياحية.
وخلال أكثر من ثلاثين عاما، رسم لتلك الشواطئ حوالي ثلاثمائة لوحة، وكانت أعماله تحظى بشعبية كبيرة لدى النقّاد والمهتمّين بالرسم عموما.
في هذه اللوحة التي تغلب عليها الألوان الترابية وتدرّجاتها، يرسم بُودان منظرا للشاطئ في تروفيل، وهي منتجع صيفيّ اعتاد أغنياء المدينة المجيء إليه للاستمتاع بوقت العطلة ولمزاولة السباحة والتمتّع بمرأى وهواء البحر.
الأشخاص في اللوحة، وكلّهم نساء، لم يُعطَوا اهتماما كبيرا، فقط وجوههم هي الظاهرة، مع أن الملامح أشبه ما تكون بأقنعة الطلاء أو البقع اللونية الصغيرة. والتركيز هو على البحر والضوء والسماء وعلى الطقس والرياح.
أيضا هناك تركيز على ملابس النساء السوداء والحمراء والصفراء والبيضاء التي تتباين في ألوانها الساطعة مع الألوان الشاحبة للسماء التي تتغيّر مع حالات الطقس المتغيّرة. ومن اللافت أن الفنّان اختار أن يرسم المنظر من زاوية منخفضة لدرجة أن البحر في الخلفية لا يكاد يُرى.
المعروف أن منطقة النورماندي ارتبطت بشكل وثيق بالحركة الانطباعية بمثل ما ارتبطت بروفانس بكلّ من فان غوخ وغوغان. وقد بدأ بُودان الرسم في المنطقة اعتبارا من عام 1862. كان يرسم بسرعة في الهواء الطلق، ومعظم مناظره تصور نساءً ورجالا يمشون على الشاطئ أو يتفرّجون على القوارب المارّة في الخليج.
ولد اوجين بُودان في اونفلير في يوليو عام 1824. ولأن والده كان يعمل في البحر، فقد اشتغل الابن في صباه على قارب بخاريّ ثم عمل في محل لبيع إطارات الصور.
وفي ذلك المحلّ تعرّف على لوحات الرسّامين الذين كان يقابلهم مثل جان فرانسوا ميليه وتوما كوتور وغيرهما. وقد شجّعوه على دراسة الرسم، لذا ذهب إلى باريس للدراسة، وتأثّر في بداياته بأعمال الهولنديين الأوائل، وخاصّة يوهان يونكند الذي كان يعمل وقتها في باريس وترك بصمته على أوساط الرسم فيها.
وكان الشاعر بودلير أوّل من أشاد بموهبة بُودان عندما عرض أولى لوحاته في الصالون. وفي مرحلة تالية سافر إلى بلجيكا وفينيسيا كي يطّلع على أعمال كبار الرسّامين الفلمنكيين والايطاليين.
في أواخر حياته، عاد بُودان إلى منزله في دوفيل في جنوب فرنسا بعد أن داهمه المرض. وبقي هناك إلى أن توفّي في أغسطس من عام 1898 بالقرب من مياه القنال وتحت السماء التي طالما رسمها في لوحاته.
كان بُودان رسّام النورماندي في سنوات ما قبل مونيه. كما أنه يُعتبر الزعيم الروحيّ لانطباعية شاطئ البحر. وهو مشهور خاصةً بلوحاته التي رسمها لشواطئ النورماندي في أواخر القرن التاسع عشر. وقد رسم تلك الشطآن مرّات عديدة كي يلفت الأنظار إلى التغيير الجديد المتمثّل في ازدهار السياحة النهرية والذي لم تكن تعرفه الأجيال السابقة. ووفّر له توافد السيّاح والمصطافين على المنطقة فرصة لمزج الطبيعة بالحياة اليومية.
وفكرة بُودان الأساسية، شأن كلّ الرسّامين الانطباعيين، كانت تصوير التفاعل المتبادل والسريع بين الضوء والظلّ وتأثيرهما على الماء والغيوم.
في الكرّاس الخاصّ بصالون عام 1869، كتب احد النقّاد يقول إن بُودان ابتكر نوعا جديدا من رسم البحر برسمه الشواطئ وأفراد الطبقة الرفيعة الذين يجتذبهم الصيف إلى المنتجعات السياحية.
وخلال أكثر من ثلاثين عاما، رسم لتلك الشواطئ حوالي ثلاثمائة لوحة، وكانت أعماله تحظى بشعبية كبيرة لدى النقّاد والمهتمّين بالرسم عموما.
في هذه اللوحة التي تغلب عليها الألوان الترابية وتدرّجاتها، يرسم بُودان منظرا للشاطئ في تروفيل، وهي منتجع صيفيّ اعتاد أغنياء المدينة المجيء إليه للاستمتاع بوقت العطلة ولمزاولة السباحة والتمتّع بمرأى وهواء البحر.
الأشخاص في اللوحة، وكلّهم نساء، لم يُعطَوا اهتماما كبيرا، فقط وجوههم هي الظاهرة، مع أن الملامح أشبه ما تكون بأقنعة الطلاء أو البقع اللونية الصغيرة. والتركيز هو على البحر والضوء والسماء وعلى الطقس والرياح.
أيضا هناك تركيز على ملابس النساء السوداء والحمراء والصفراء والبيضاء التي تتباين في ألوانها الساطعة مع الألوان الشاحبة للسماء التي تتغيّر مع حالات الطقس المتغيّرة. ومن اللافت أن الفنّان اختار أن يرسم المنظر من زاوية منخفضة لدرجة أن البحر في الخلفية لا يكاد يُرى.
المعروف أن منطقة النورماندي ارتبطت بشكل وثيق بالحركة الانطباعية بمثل ما ارتبطت بروفانس بكلّ من فان غوخ وغوغان. وقد بدأ بُودان الرسم في المنطقة اعتبارا من عام 1862. كان يرسم بسرعة في الهواء الطلق، ومعظم مناظره تصور نساءً ورجالا يمشون على الشاطئ أو يتفرّجون على القوارب المارّة في الخليج.
ولد اوجين بُودان في اونفلير في يوليو عام 1824. ولأن والده كان يعمل في البحر، فقد اشتغل الابن في صباه على قارب بخاريّ ثم عمل في محل لبيع إطارات الصور.
وفي ذلك المحلّ تعرّف على لوحات الرسّامين الذين كان يقابلهم مثل جان فرانسوا ميليه وتوما كوتور وغيرهما. وقد شجّعوه على دراسة الرسم، لذا ذهب إلى باريس للدراسة، وتأثّر في بداياته بأعمال الهولنديين الأوائل، وخاصّة يوهان يونكند الذي كان يعمل وقتها في باريس وترك بصمته على أوساط الرسم فيها.
وكان الشاعر بودلير أوّل من أشاد بموهبة بُودان عندما عرض أولى لوحاته في الصالون. وفي مرحلة تالية سافر إلى بلجيكا وفينيسيا كي يطّلع على أعمال كبار الرسّامين الفلمنكيين والايطاليين.
في أواخر حياته، عاد بُودان إلى منزله في دوفيل في جنوب فرنسا بعد أن داهمه المرض. وبقي هناك إلى أن توفّي في أغسطس من عام 1898 بالقرب من مياه القنال وتحت السماء التي طالما رسمها في لوحاته.