بورتريه جـورج جيـزي
للفنان الألماني هانـز هـولبـين الإبن، 1532
للفنان الألماني هانـز هـولبـين الإبن، 1532
كان هانز هولبين الإبن واحدا من أربعة رسّامين كانوا الأكثر شهرة في ألمانيا خلال عصر النهضة، وبالتحديد في القرن السادس عشر. والثلاثة الآخرون هم ماتياس غرونفالد وألبيرت ديورر ولوكاس كاراناك.
وقد سيطر هولبين في زمانه على رسم البورتريه في انجلترا وسويسرا، وبذا أكّد مكانته كخليفة لفان ايك وبيتروس كريستوس.
تعلّم هولبين الرسم في ورشة والده في اوغسبيرغ، وقضى معظم سنوات مهنته يعمل في بازل كرسّام جداريات ومواضيع دينية وكمصمّم للزجاج ورسّام للكتب.
لكن عندما جرّب رسم البورتريه أصبح أيقونة ثقافية ونال الكثير من الثناء على العديد من لوحاته الناجحة.
كان في أسلوبه شيء من سمات العصر القوطيّ المتأخّر، لكنه تأثّر تدريجيا بالاتجاهات الفنّية التي ظهرت في ايطاليا وانجلترا وفرنسا وهولندا، وكذلك بالأفكار الإنسانية لعصر النهضة.
رسم هولبين هذا البورتريه في لندن لجورج جيزي الذي كان تاجرا معروفا تعود أصوله إلى مدينة دانزيغ الألمانية. وكان جيزي عضوا في رابطة تضمّ مجموعة من تجّار أوربّا الكبار العاملين في تجارة السفن وشحن البضائع عبر القارّة.
كان التاجر في سنّ الرابعة والثلاثين عندما كلّف هولبين بأن يرسم له هذا البورتريه، ويظهر فيه جالسا في مكتبه بلندن وسط أشياء عديدة تدلّ على مهنته ومكانته.
على الطاولة التي أمامه، نرى أدوات كتابة وآنية زجاجية مع خاتم ومقصّ وعملات ذهبية. آنية الزجاج الفينيسية تحتوي على زهر القرنفل، وهو رمز قروسطيّ للخطوبة. ويُرجّح أن التاجر أراد من هذا البورتريه أن يكون تذكارا لمناسبة زواجه الوشيك.
تتضمّن اللوحة أيضا بعض الرسائل الأخلاقية من النوع الذي نراه أحيانا في لوحات الفانيتا الهولندية من القرن السابع عشر. فالأزهار الذابلة تشير إلى قصر الحياة. وعلى الجدار بجوار الميزانين إلى اليسار نلمح الشعار اللاتينيّ: لا سعادة من دون ألم".
ومن الأشياء الأخرى اللافتة في البورتريه القماش السميك فوق الطاولة والذي يحمل أنماطا تجريدية جميلة. وهنا نلمس أثر الفرشاة الفائقة التفاصيل التي ظهرت في القرن الخامس عشر على يد الرسّامين الهولنديين واستخدمها هولبين أيضا في رسم تفاصيل لباس الرجل.
نظرات التاجر حذرة وكأنه يبدي حرصه على ألا يغزو خصوصيّته احد. ويظهر أن لديه هاجسا بالتواقيع والأختام والمفاتيح، فهناك الكثير منها في اللوحة.
كما انه مهتمّ بإظهار رسائله ومكاتباته في إشارة، ربّما، إلى علاقته القويّة والمستمرّة بأسرته. كما أنه يمسك في يده برسالة كان قد تبلّغها للتوّ من أخيه مكتوب عليها عبارة باللغة الألمانية القديمة تقول: تُسلّم ليد أخي جورج في لندن".
أيضا من الأشياء التي تلفت الانتباه كثرة اللافتات التي تحمل اسم التاجر ومعلومات عن حياته. وفوق رأسه لوحة تعرّفه بالاسم وتذكر انه رُسم في عام 1532 وهو في سنّ الرابعة والثلاثين. ويتصل بهذه الجزئية وجود عقود مكتوبة باليد وفواتير وحبر.
عندما غادر هولبين لندن عائدا إلى سويسرا، كانت ثورة المصلح البروتستانتيّ مارتن لوثر في أوجها. وقد شرع أتباعه المتشددّون في تحطيم الصور والتماثيل الفنّية على أساس أنها تتناقض مع صحيح الدين.
ولسوء الحظّ كان لتلك الأفكار أثر مدمّر على الفنون. فكسدت سوق الفنّ ووجد الرسّامون، ومنهم هولبين، أنفسهم بلا عمل. لكنه أنجز في تلك الفترة واحدة من لوحاته المهمّة هي "عائلة الرسّام" التي رسم فيها وزوجته وولديه.
في مرحلة تالية، انتقلت لوحة التاجر جورج جيزي إلى مجموعة دوق اورلينز. ثم عُرضت المجموعة بأكملها في الأكاديمية الملكية بلندن عام 1793.
وبعد ذلك عُرضت للبيع بالمزاد فاشتراها ناشر سويسريّ. وبقيت اللوحة عشرين عاما في سويسرا إلى أن اشتراها تاجر فنون يُدعى ادوارد سوللي.
لكن في العام 1821 وجدت اللوحة طريقها إلى متحف برلين الذي اشتراها من صاحبها وظلّت من مقتنياته إلى اليوم.
وقد سيطر هولبين في زمانه على رسم البورتريه في انجلترا وسويسرا، وبذا أكّد مكانته كخليفة لفان ايك وبيتروس كريستوس.
تعلّم هولبين الرسم في ورشة والده في اوغسبيرغ، وقضى معظم سنوات مهنته يعمل في بازل كرسّام جداريات ومواضيع دينية وكمصمّم للزجاج ورسّام للكتب.
لكن عندما جرّب رسم البورتريه أصبح أيقونة ثقافية ونال الكثير من الثناء على العديد من لوحاته الناجحة.
كان في أسلوبه شيء من سمات العصر القوطيّ المتأخّر، لكنه تأثّر تدريجيا بالاتجاهات الفنّية التي ظهرت في ايطاليا وانجلترا وفرنسا وهولندا، وكذلك بالأفكار الإنسانية لعصر النهضة.
رسم هولبين هذا البورتريه في لندن لجورج جيزي الذي كان تاجرا معروفا تعود أصوله إلى مدينة دانزيغ الألمانية. وكان جيزي عضوا في رابطة تضمّ مجموعة من تجّار أوربّا الكبار العاملين في تجارة السفن وشحن البضائع عبر القارّة.
كان التاجر في سنّ الرابعة والثلاثين عندما كلّف هولبين بأن يرسم له هذا البورتريه، ويظهر فيه جالسا في مكتبه بلندن وسط أشياء عديدة تدلّ على مهنته ومكانته.
على الطاولة التي أمامه، نرى أدوات كتابة وآنية زجاجية مع خاتم ومقصّ وعملات ذهبية. آنية الزجاج الفينيسية تحتوي على زهر القرنفل، وهو رمز قروسطيّ للخطوبة. ويُرجّح أن التاجر أراد من هذا البورتريه أن يكون تذكارا لمناسبة زواجه الوشيك.
تتضمّن اللوحة أيضا بعض الرسائل الأخلاقية من النوع الذي نراه أحيانا في لوحات الفانيتا الهولندية من القرن السابع عشر. فالأزهار الذابلة تشير إلى قصر الحياة. وعلى الجدار بجوار الميزانين إلى اليسار نلمح الشعار اللاتينيّ: لا سعادة من دون ألم".
ومن الأشياء الأخرى اللافتة في البورتريه القماش السميك فوق الطاولة والذي يحمل أنماطا تجريدية جميلة. وهنا نلمس أثر الفرشاة الفائقة التفاصيل التي ظهرت في القرن الخامس عشر على يد الرسّامين الهولنديين واستخدمها هولبين أيضا في رسم تفاصيل لباس الرجل.
نظرات التاجر حذرة وكأنه يبدي حرصه على ألا يغزو خصوصيّته احد. ويظهر أن لديه هاجسا بالتواقيع والأختام والمفاتيح، فهناك الكثير منها في اللوحة.
كما انه مهتمّ بإظهار رسائله ومكاتباته في إشارة، ربّما، إلى علاقته القويّة والمستمرّة بأسرته. كما أنه يمسك في يده برسالة كان قد تبلّغها للتوّ من أخيه مكتوب عليها عبارة باللغة الألمانية القديمة تقول: تُسلّم ليد أخي جورج في لندن".
أيضا من الأشياء التي تلفت الانتباه كثرة اللافتات التي تحمل اسم التاجر ومعلومات عن حياته. وفوق رأسه لوحة تعرّفه بالاسم وتذكر انه رُسم في عام 1532 وهو في سنّ الرابعة والثلاثين. ويتصل بهذه الجزئية وجود عقود مكتوبة باليد وفواتير وحبر.
عندما غادر هولبين لندن عائدا إلى سويسرا، كانت ثورة المصلح البروتستانتيّ مارتن لوثر في أوجها. وقد شرع أتباعه المتشددّون في تحطيم الصور والتماثيل الفنّية على أساس أنها تتناقض مع صحيح الدين.
ولسوء الحظّ كان لتلك الأفكار أثر مدمّر على الفنون. فكسدت سوق الفنّ ووجد الرسّامون، ومنهم هولبين، أنفسهم بلا عمل. لكنه أنجز في تلك الفترة واحدة من لوحاته المهمّة هي "عائلة الرسّام" التي رسم فيها وزوجته وولديه.
في مرحلة تالية، انتقلت لوحة التاجر جورج جيزي إلى مجموعة دوق اورلينز. ثم عُرضت المجموعة بأكملها في الأكاديمية الملكية بلندن عام 1793.
وبعد ذلك عُرضت للبيع بالمزاد فاشتراها ناشر سويسريّ. وبقيت اللوحة عشرين عاما في سويسرا إلى أن اشتراها تاجر فنون يُدعى ادوارد سوللي.
لكن في العام 1821 وجدت اللوحة طريقها إلى متحف برلين الذي اشتراها من صاحبها وظلّت من مقتنياته إلى اليوم.