السيّدة المريضة
للفنان الهولندي سامويل فان هوغستراتن، 1660
للفنان الهولندي سامويل فان هوغستراتن، 1660
كان سامويل فان هوغستراتن احد رسّامي المدرسة الواقعية الهولندية. لكنه اشتهر أكثر بوصفه أديبا وشاعرا أكثر من كونه رسّاما.
وقد نشر قبيل وفاته كتابا بعنوان "العالم المنظور"، ضمّنه آراءً ونقاشات عن الرسم والفنون والفلسفة. كما تناول فيه تاريخ الفنّ العالميّ مع إشارات متعدّدة إلى معلّمه رمبراندت وأسلوبه وإرشاداته. وقد اعتُبر ذلك الكتاب احد أكثر الدراسات طموحا وإحاطة في عصره.
أبدى فان هوغستراتن اهتماما بالرسم منذ سنّ السابعة وقام والده بتعليمه أساسيات وتقنيات الحرفة. وفي ما بعد أصبح احد تلاميذ رمبراندت، ويمكن رؤية تأثير أستاذه في لوحاته التي رسمها في بداياته.
"المرأة المريضة" تُعدّ أشهر لوحات الرسّام. وفيها نرى امرأة شاحبة الوجه تجلس على كرسيّ وتبدو مريضة، لكن مرضها غير معروف.
وخلفها يقف رجلان، الأوّل إلى اليمين يُفترض انه طبيب، رغم انه يرتدي ملابس غريبة. وهو يبدو منهمكا في تفحّص زجاجة تحتوي على عيّنة من بول المرأة ليتأكّد ممّا إذا كانت حاملا.
أما الرجل الآخر الواقف إلى يساره فيُحتمل انه زوجها أو قريبها. وهو ينظر إلى الزجاجة وعلى وجهه علامات توتّر، كما لو انه خائف من نتيجة الفحص.
وعلى أرضية الغرفة عند قدم المرأة، يجثم قطّ يُطبق بمخالبه على فأر صغير. وبالقرب من القطّ حفر الرسّام الأحرف الأولى من اسمه على الأرضية الخشبية. وتحت قدمي المرأة صندوق صغير مفتوح من احد جوانبه وبداخله موقد للتدفئة.
قماش المائدة المطرّز والمنسدل إلى أسفل تظهر عليه صورة لشخصين عاريين. وإلى يسار الغرفة يوجد درج يقود إلى غرفة أخرى. والملابس الأنيقة وديكور البيت وما يحتويه من لوحات فنّية وأثاث فخم يدلّ على ثراء المرأة.
بعض خبراء الرسم يشيرون إلى احتمال وجود علاقة غير شرعية بين المرأة والرجل الواقف خلفها. والرموز التي تركها الرسّام في اللوحة يمكن أن تؤكّد هذا الاستنتاج.
فالقطّ، مثلا، كان في القرون الوسطى يرمز للشهوة، ووجوده في اللوحة قد يدلّ على علاقة ما خارج الزواج. وهو هنا لا يبدو قطّا عاديّا متمدّدا على الأرض بارتياح، بل لقد اصطاد للتوّ فأرا وهو يمسك به بين مخالبه.
ومثل الفأر الذي بين مخالب القطّ، قد يكون الرجل والمرأة عالقين في قبضة الرغبة المحرّمة. وحتى صورة فينوس المعلّقة فوق باب الغرفة ومنظر الطبيب المزيّف يمكن أن توحي بالكثير.
ولو كانت اللوحة تخلو من هذه التفاصيل الصغيرة، لكن الموحية، لأمكن القول إن المرأة تعاني من مرض أو علّة ما.
الغريب أن هذه اللوحة ظلّت مختلفة تماما عما تبدو عليه اليوم، إذ لم يكن فيها أثر لصورة الرجل الواقف إلى اليسار أو صورة القطّ والفأر قبل عام 1989، أي عندما جرى ترميم اللوحة.
وعلى الأرجح طُمست هذه التفاصيل تحت طبقة سميكة من الطلاء في وقت ما من القرن التاسع عشر، لأنه لم يكن من اللائق آنذاك الإشارة إلى حمل غير مرغوب فيه. وقد استُبعدت صورة الرجل والقطّ والفأر كي تكون الرسالة اقلّ وضوحا.
ولد الرسّام سامويل فان هوغستراتن عام 1627 في بلدة دوردريخت الهولندية. كان اكبر إخوته السبعة وكانت خلفية العائلة فنّية، فأبوه وجدّه كانا رسّامين. كما كان أجداده يعملون في تجارة الذهب والفضّة.
وقد تلقّى تعليما أوّليّا في الرسم على يد والده. ثم انتقل في وقت لاحق إلى أمستردام وانتظم في مدرسة رمبراندت التي كان يؤمّها الكثير من طلاب الرسم، وأصبح صديقا لعدد من الرسّامين المشاهير مثل كارل فابريتيوس وغيريت دو ونيكولاس ميس. ورغم تأثّره برمبراندت، إلا انه في ما بعد رسم الحياة اليومية والديكور المنزليّ.
وقد عاش فان هوغستراتن لسنوات في فيينا وروما ولندن قبل أن يعود إلى بلدته ليستقرّ بها حتى وفاته عام 1678 عن عمر يناهز الخمسين.
وقد نشر قبيل وفاته كتابا بعنوان "العالم المنظور"، ضمّنه آراءً ونقاشات عن الرسم والفنون والفلسفة. كما تناول فيه تاريخ الفنّ العالميّ مع إشارات متعدّدة إلى معلّمه رمبراندت وأسلوبه وإرشاداته. وقد اعتُبر ذلك الكتاب احد أكثر الدراسات طموحا وإحاطة في عصره.
أبدى فان هوغستراتن اهتماما بالرسم منذ سنّ السابعة وقام والده بتعليمه أساسيات وتقنيات الحرفة. وفي ما بعد أصبح احد تلاميذ رمبراندت، ويمكن رؤية تأثير أستاذه في لوحاته التي رسمها في بداياته.
"المرأة المريضة" تُعدّ أشهر لوحات الرسّام. وفيها نرى امرأة شاحبة الوجه تجلس على كرسيّ وتبدو مريضة، لكن مرضها غير معروف.
وخلفها يقف رجلان، الأوّل إلى اليمين يُفترض انه طبيب، رغم انه يرتدي ملابس غريبة. وهو يبدو منهمكا في تفحّص زجاجة تحتوي على عيّنة من بول المرأة ليتأكّد ممّا إذا كانت حاملا.
أما الرجل الآخر الواقف إلى يساره فيُحتمل انه زوجها أو قريبها. وهو ينظر إلى الزجاجة وعلى وجهه علامات توتّر، كما لو انه خائف من نتيجة الفحص.
وعلى أرضية الغرفة عند قدم المرأة، يجثم قطّ يُطبق بمخالبه على فأر صغير. وبالقرب من القطّ حفر الرسّام الأحرف الأولى من اسمه على الأرضية الخشبية. وتحت قدمي المرأة صندوق صغير مفتوح من احد جوانبه وبداخله موقد للتدفئة.
قماش المائدة المطرّز والمنسدل إلى أسفل تظهر عليه صورة لشخصين عاريين. وإلى يسار الغرفة يوجد درج يقود إلى غرفة أخرى. والملابس الأنيقة وديكور البيت وما يحتويه من لوحات فنّية وأثاث فخم يدلّ على ثراء المرأة.
بعض خبراء الرسم يشيرون إلى احتمال وجود علاقة غير شرعية بين المرأة والرجل الواقف خلفها. والرموز التي تركها الرسّام في اللوحة يمكن أن تؤكّد هذا الاستنتاج.
فالقطّ، مثلا، كان في القرون الوسطى يرمز للشهوة، ووجوده في اللوحة قد يدلّ على علاقة ما خارج الزواج. وهو هنا لا يبدو قطّا عاديّا متمدّدا على الأرض بارتياح، بل لقد اصطاد للتوّ فأرا وهو يمسك به بين مخالبه.
ومثل الفأر الذي بين مخالب القطّ، قد يكون الرجل والمرأة عالقين في قبضة الرغبة المحرّمة. وحتى صورة فينوس المعلّقة فوق باب الغرفة ومنظر الطبيب المزيّف يمكن أن توحي بالكثير.
ولو كانت اللوحة تخلو من هذه التفاصيل الصغيرة، لكن الموحية، لأمكن القول إن المرأة تعاني من مرض أو علّة ما.
الغريب أن هذه اللوحة ظلّت مختلفة تماما عما تبدو عليه اليوم، إذ لم يكن فيها أثر لصورة الرجل الواقف إلى اليسار أو صورة القطّ والفأر قبل عام 1989، أي عندما جرى ترميم اللوحة.
وعلى الأرجح طُمست هذه التفاصيل تحت طبقة سميكة من الطلاء في وقت ما من القرن التاسع عشر، لأنه لم يكن من اللائق آنذاك الإشارة إلى حمل غير مرغوب فيه. وقد استُبعدت صورة الرجل والقطّ والفأر كي تكون الرسالة اقلّ وضوحا.
ولد الرسّام سامويل فان هوغستراتن عام 1627 في بلدة دوردريخت الهولندية. كان اكبر إخوته السبعة وكانت خلفية العائلة فنّية، فأبوه وجدّه كانا رسّامين. كما كان أجداده يعملون في تجارة الذهب والفضّة.
وقد تلقّى تعليما أوّليّا في الرسم على يد والده. ثم انتقل في وقت لاحق إلى أمستردام وانتظم في مدرسة رمبراندت التي كان يؤمّها الكثير من طلاب الرسم، وأصبح صديقا لعدد من الرسّامين المشاهير مثل كارل فابريتيوس وغيريت دو ونيكولاس ميس. ورغم تأثّره برمبراندت، إلا انه في ما بعد رسم الحياة اليومية والديكور المنزليّ.
وقد عاش فان هوغستراتن لسنوات في فيينا وروما ولندن قبل أن يعود إلى بلدته ليستقرّ بها حتى وفاته عام 1678 عن عمر يناهز الخمسين.