رحلة بالقارب على ضفاف السين
للفنان الفرنسي بيير اوغست رينوار، 1879
للفنان الفرنسي بيير اوغست رينوار، 1879
قال ناقد ذات مرّة انه من بين جميع الرسّامين الانطباعيين فإن بيير اوغست رينوار يمكن تمييزه بسهولة. انه الرسّام العظيم لمتع الحياة البسيطة. ولوحاته في الغالب تصوّر أشخاصا يفعلون القليل أو لاشيء، لكنهم يفعلونه بطريقة جميلة.
وعندما تنظر إلى إحدى لوحات رينوار، فلا بدّ أن تتساءل عمّا يحاول أن يخفيه. عالمه المغسول بالشمس جميل جدّا وباعث على السرور كثيرا وخالٍ من التعقيد.
وإذا كانت الصورة انعكاسا للشخص، فإن رينوار سهل وبسيط للغاية. هو ليس بشاعر طبيعة غنائية مثل كلود مونيه، وليس باحثا معذّبا مثل بول سيزان، وليس ملاحظا جادّا مثل إدوار مانيه.
لوحات رينوار هي احتفاء بالرفقة الطيّبة والطعام الجيّد والطبيعة الرائعة، ولا مكان للظلمة السيكولوجية في عالمه المشمس والرتيب نوعا ما.
والمتع المرسومة في لوحاته بالفرشاة الانطباعية الفضفاضة تعتمد على فكرة أن تستمتع باللحظة التي أنت فيها ولا تفكّر أكثر ممّا ينبغي.
المناظر التي كان يرسمها رينوار وثّق فيها بأسلوبه المبتكر تفاصيل الطبيعة المتغيّرة في ذلك العصر والأنشطة الاجتماعية الجديدة التي جلبتها التحوّلات الطارئة. وأحيانا كان يستخدم الطبيعة لكي يقدّم أفكارا عنها وعن ارتباطها بالمجتمع.
كانت مناظر الطبيعة تمثل اهتماما جديدا لسكّان المدينة، فهي تذكّرهم بأعاجيب الطبيعة خارج المدن التي تنمو وتتغيّر باستمرار. كما أنها كانت تشعرهم بأهميّة استحداث أماكن للاسترخاء والترفيه داخل النسيج الحضريّ للمدن الحديثة.
في سبعينات القرن قبل الماضي، رسم رينوار عدّة لوحات تصوّر رحلات بالقارب على نهر السين. و"رحلة بالقارب على ضفاف السين" كانت إحداها. المكان الذي تصوّره اللوحة غير معروف تماما، لكن يُرجّح انه جانب من منطقة شاتو على السين غرب باريس.
في الصورة نرى امرأة تبحر مع أخرى في قارب صغير فوق مياه لامعة. وهما ترتديان ملابس عصرية وقبّعات قد لا تنسجم مع طبيعة الرحلة في البحر. لكن هذه النوعية من اللباس كانت الموضة الشائعة في حفلات القارب التي كان يقيمها أفراد الطبقة الوسطى الباريسية في أواخر القرن التاسع عشر.
المنظر يوصل إحساسا بالهدوء والأمان. واستخدام الرسّام للألوان البرّاقة وضربات الفرشاة الواسعة وتأثيرات الضوء والظلّ، كلّها تتضافر لخلق إحساس بالتلقائية والدفء.
على ضفّة النهر نلمح فيللا كبيرة وجدارا ابيض وبوّابة. والخضرة المحيطة تشكّل جزءا من مساحة للوقوف. وهذه التفاصيل تؤكّد طبيعة النهر كمكان هادئ يقضي فيه أفراد الطبقة الوسطى أوقات راحتهم. أما القطار الذي يمرّ في الخلفية فيذكّر بارتباط هذا المكان بالعاصمة وما تموج به من ازدحام وصخب.
الألوان البرتقالية للقارب تتباين مع زرقة النهر، والبرتقالّي والأزرق لونان متضادّان في الأساس، ويصبحان أكثر كثافة عندما يوضعان جنبا إلى جنب.
كان الموضوع المفضّل لرينوار هو العيش في اللحظة الراهنة والاستغراق في متع الحياة البسيطة. وقد عبّر عن هذه الفكرة في أعماله أكثر من أيّ رسّام انطباعيّ آخر.
كان يستمتع برسم أصدقائه في حفلات الغداء والعشاء موصلا إحساسا بالحميمية. وهذه اللحظات العابرة كثيرا ما تتحوّل إلى ذكريات وحنين لزمن مضى ولن يعود.
في بداياته، كان الفنّان يستخدم رسوماته للطبيعة كي يمارس فنّه في الهواء الطلق وليتحرّر من قيود الاستديو. وكانت الرسومات الأوّلية لمناظر خارج البيوت جزءا من التدريب الأكاديميّ الذي يتلقّاه الرسّامون عادة.
وهذه الأيّام هناك من الرسّامين من يعتقدون أن لوحات الطبيعة ينبغي أن تخلو من البشر. ومعظم الأعمال الفنّية التي ظهرت قبل رينوار كانت تتضمّن أشخاصا لتوفير سياق لقصّة ما.
ثم ابتكر كميل بيسارو فكرة الطبيعة النقيّة، وهو مصطلح استخدمه لوصف لوحات الطبيعة التي لا يظهر فيها أشخاص كلّيّة، أو يظهرون فيها ليضيفوا معنى أو وظيفة للتوليف.
واللوحات النقيّة التي ظهرت خلال القرن التاسع عشر كانت ردّ فعل مضادّا لما أحدثته الثورة الصناعية من تغييرات ديموغرافية واجتماعية وثقافية.
ومعظم لوحات رينوار التي تصوّر طبيعة يمكن وصفها بالنقيّة، لأنها لا تتضمّن قصّة أو عنصرا سرديّا، وإنما تهتمّ في المقام الأوّل بالتركيز على عناصر جمالية مثل تأثيرات الظلّ والضوء وخلافها.
وعندما تنظر إلى إحدى لوحات رينوار، فلا بدّ أن تتساءل عمّا يحاول أن يخفيه. عالمه المغسول بالشمس جميل جدّا وباعث على السرور كثيرا وخالٍ من التعقيد.
وإذا كانت الصورة انعكاسا للشخص، فإن رينوار سهل وبسيط للغاية. هو ليس بشاعر طبيعة غنائية مثل كلود مونيه، وليس باحثا معذّبا مثل بول سيزان، وليس ملاحظا جادّا مثل إدوار مانيه.
لوحات رينوار هي احتفاء بالرفقة الطيّبة والطعام الجيّد والطبيعة الرائعة، ولا مكان للظلمة السيكولوجية في عالمه المشمس والرتيب نوعا ما.
والمتع المرسومة في لوحاته بالفرشاة الانطباعية الفضفاضة تعتمد على فكرة أن تستمتع باللحظة التي أنت فيها ولا تفكّر أكثر ممّا ينبغي.
المناظر التي كان يرسمها رينوار وثّق فيها بأسلوبه المبتكر تفاصيل الطبيعة المتغيّرة في ذلك العصر والأنشطة الاجتماعية الجديدة التي جلبتها التحوّلات الطارئة. وأحيانا كان يستخدم الطبيعة لكي يقدّم أفكارا عنها وعن ارتباطها بالمجتمع.
كانت مناظر الطبيعة تمثل اهتماما جديدا لسكّان المدينة، فهي تذكّرهم بأعاجيب الطبيعة خارج المدن التي تنمو وتتغيّر باستمرار. كما أنها كانت تشعرهم بأهميّة استحداث أماكن للاسترخاء والترفيه داخل النسيج الحضريّ للمدن الحديثة.
في سبعينات القرن قبل الماضي، رسم رينوار عدّة لوحات تصوّر رحلات بالقارب على نهر السين. و"رحلة بالقارب على ضفاف السين" كانت إحداها. المكان الذي تصوّره اللوحة غير معروف تماما، لكن يُرجّح انه جانب من منطقة شاتو على السين غرب باريس.
في الصورة نرى امرأة تبحر مع أخرى في قارب صغير فوق مياه لامعة. وهما ترتديان ملابس عصرية وقبّعات قد لا تنسجم مع طبيعة الرحلة في البحر. لكن هذه النوعية من اللباس كانت الموضة الشائعة في حفلات القارب التي كان يقيمها أفراد الطبقة الوسطى الباريسية في أواخر القرن التاسع عشر.
المنظر يوصل إحساسا بالهدوء والأمان. واستخدام الرسّام للألوان البرّاقة وضربات الفرشاة الواسعة وتأثيرات الضوء والظلّ، كلّها تتضافر لخلق إحساس بالتلقائية والدفء.
على ضفّة النهر نلمح فيللا كبيرة وجدارا ابيض وبوّابة. والخضرة المحيطة تشكّل جزءا من مساحة للوقوف. وهذه التفاصيل تؤكّد طبيعة النهر كمكان هادئ يقضي فيه أفراد الطبقة الوسطى أوقات راحتهم. أما القطار الذي يمرّ في الخلفية فيذكّر بارتباط هذا المكان بالعاصمة وما تموج به من ازدحام وصخب.
الألوان البرتقالية للقارب تتباين مع زرقة النهر، والبرتقالّي والأزرق لونان متضادّان في الأساس، ويصبحان أكثر كثافة عندما يوضعان جنبا إلى جنب.
كان الموضوع المفضّل لرينوار هو العيش في اللحظة الراهنة والاستغراق في متع الحياة البسيطة. وقد عبّر عن هذه الفكرة في أعماله أكثر من أيّ رسّام انطباعيّ آخر.
كان يستمتع برسم أصدقائه في حفلات الغداء والعشاء موصلا إحساسا بالحميمية. وهذه اللحظات العابرة كثيرا ما تتحوّل إلى ذكريات وحنين لزمن مضى ولن يعود.
في بداياته، كان الفنّان يستخدم رسوماته للطبيعة كي يمارس فنّه في الهواء الطلق وليتحرّر من قيود الاستديو. وكانت الرسومات الأوّلية لمناظر خارج البيوت جزءا من التدريب الأكاديميّ الذي يتلقّاه الرسّامون عادة.
وهذه الأيّام هناك من الرسّامين من يعتقدون أن لوحات الطبيعة ينبغي أن تخلو من البشر. ومعظم الأعمال الفنّية التي ظهرت قبل رينوار كانت تتضمّن أشخاصا لتوفير سياق لقصّة ما.
ثم ابتكر كميل بيسارو فكرة الطبيعة النقيّة، وهو مصطلح استخدمه لوصف لوحات الطبيعة التي لا يظهر فيها أشخاص كلّيّة، أو يظهرون فيها ليضيفوا معنى أو وظيفة للتوليف.
واللوحات النقيّة التي ظهرت خلال القرن التاسع عشر كانت ردّ فعل مضادّا لما أحدثته الثورة الصناعية من تغييرات ديموغرافية واجتماعية وثقافية.
ومعظم لوحات رينوار التي تصوّر طبيعة يمكن وصفها بالنقيّة، لأنها لا تتضمّن قصّة أو عنصرا سرديّا، وإنما تهتمّ في المقام الأوّل بالتركيز على عناصر جمالية مثل تأثيرات الظلّ والضوء وخلافها.