امرأتان في الشارع
للفنان الألماني إرنست لودفيغ كيرشنر، 1914
للفنان الألماني إرنست لودفيغ كيرشنر، 1914
هذه اللوحة هي واحدة من سلسلة من سبع لوحات رسمها إرنست كيرشنر، يصوّر فيها الحياة في شوارع برلين على مدى عامين.
والموتيف الرئيسي في هذه اللوحات هي فتيات الليل، وهو اختيار غير مألوف كرمز للمدينة. وقد وظّف الرسّام فيها اللغة البصرية للأشكال الخشنة وضربات الفرشاة المتوتّرة.
واللوحات تستدعي التناقضات الصارخة لمجتمع المدينة الحديثة، حيث الوهج والخطر والحميمية والانحلال والوحدة تتعايش مع بعضها البعض وحيث كل شيء للبيع.
كما أن هذه اللوحات تمثّل نقطة تحوّل في مسيرة الفنّان الفنّية، إذ انه انتقل فيها من الألوان الساطعة والخطوط المنحنية التي كان يوظّفها في أعماله المبكّرة إلى ألوان أشدّ قتامة وأشكال أكثر حدّة، في محاولته تصوير مجتمع برلين الحيويّ والمتوهّج آنذاك.
والمزاج المتوتّر الذي تشيعه هذه المجموعة من اللوحات يعزّزه الشعور بالاضطراب والقلق عشيّة اندلاع الحرب العالمية الأولى.
في ما بعد، تحدّث كيرشنر عن هذه السلسلة فقال: لقد رسمتها في أكثر أوقات حياتي إحساسا بالوحدة. التوتّر والألم دفعا بي إلى الخارج، إلى الشوارع في أوقات الليل والنهار، وكانت مليئة بالناس والسيّارات".
تلك الفترة اتّسمت بالتطوّر والتغيير السريع ومثّلت وقتا مهمّا، ليس في حياة كيرشنر فقط، وإنّما أيضا في تاريخ برلين وألمانيا كلّها.
وعندما تنظر إلى هذه اللوحات للوهلة الأولى قد تظنّ أن الرسّام يصوّر نساءً بملابس أنيقة وهنّ في طريقهنّ إلى حدث سعيد. غير أن نظرات النساء، بأجسادهنّ المتأرجحة وخطواتهنّ السريعة والمختصرة، توحي بدور آخر مختلف.
إحدى أشهر لوحات السلسلة هي هذه اللوحة التي يرسم فيها كيرشنر امرأتين تمشيان في شارع. واللوحة تتميّز عن بقيّة السلسلة في أنها صورة مقرّبة تُظهر فقط جذعا المرأتين. أيضا وجهاهما تجريديان ومسطّحان مع ثلمات غير طبيعية تشبه الخشب، وربّما كان في ذلك إشارة إلى الفنّ الأفريقي والاوقيانوسي الذي كان يجتاح أوربّا في ذلك الوقت.
قصّات وألوان ملابس المرأتين التي يغلب عليها الألوان الزهرية والخضراء والصفراء تشير إلى أنهما من سيّدات المجتمع الرفيع.
إحداهما، ذات الجاكيت البرتقالي، ترتدي قبّعة بنفس لون الجاكيت الفيروزي الطاووسي لرفيقتها. وألوان الياقتين متماثلة من خلال غلبة الأصفر الليموني عليهما.
ورغم المسحة التجريدية للمنظر، إلا أن فيه حضورا وتفاعلا إنسانيا واضحا. كما أن فيه لمسة من تكعيبية بيكاسو التي كان كيرشنر متأثّرا بها. ممّا يجدر ذكره أن هناك لوحة أخرى له يقلّد فيها لوحة بيكاسو المشهورة "آنسات افينيون" وتظهر فيها خمس نساء مصطفّات بشكل إيقاعيّ.
كان الرسّام حديث عهد ببرلين عندما رسم هذه اللوحة. وكانت درسدن التي عاش فيها من قبل هادئة جدّا ومتحفّظة أخلاقيّا مقارنة مع برلين المتحرّرة والمتسامحة والتي كانت ثالث اكبر مدينة في أوربّا بعد كلّ من لندن وباريس.
بعض لوحات الرسّام الأخرى تركّز على اظهر المباني والجسور وغيرها من الصروح الحضرية، ولا ظهور للناس فيها إلا بالكاد، وهي سمة تشي بدراسة كيرشنر المبكّرة للهندسة المعمارية.
في عام 1980 اختارت محطة البي بي سي هذه اللوحة من بين أعظم مائة لوحة في تاريخ الفنّ. وطبقا لأحد النقّاد فإن اللوحة تتضمّن تشوّهات بشعة تسخر من تصنّع الرسّامين المتأنقين "أو الماناريست" في مجتمع برلين الفنّي.
كان كيرشنر عضوا في جماعة الجسر. وقد رفض منذ البداية الفنّ التقليديّ للأكاديمية، وفضّل عليه أسلوبا تعبيريّا أكثر طبيعية وتلقائية.
في عام 1937 قام النازيّون بمصادرة أكثر من ستمائة من لوحات إرنست كيرشنر وعرضوا بعضها في معرض "الفنّ المنحلّ" في ميونيخ، قبل أن يقدم هو على الانتحار بإطلاق النار على نفسه في السنة التالية.
وأعماله الباقية موجودة اليوم في متاحف ومجموعات خاصّة في ألمانيا وسويسرا وايطاليا والولايات المتّحدة.
واللوحات تستدعي التناقضات الصارخة لمجتمع المدينة الحديثة، حيث الوهج والخطر والحميمية والانحلال والوحدة تتعايش مع بعضها البعض وحيث كل شيء للبيع.
كما أن هذه اللوحات تمثّل نقطة تحوّل في مسيرة الفنّان الفنّية، إذ انه انتقل فيها من الألوان الساطعة والخطوط المنحنية التي كان يوظّفها في أعماله المبكّرة إلى ألوان أشدّ قتامة وأشكال أكثر حدّة، في محاولته تصوير مجتمع برلين الحيويّ والمتوهّج آنذاك.
والمزاج المتوتّر الذي تشيعه هذه المجموعة من اللوحات يعزّزه الشعور بالاضطراب والقلق عشيّة اندلاع الحرب العالمية الأولى.
في ما بعد، تحدّث كيرشنر عن هذه السلسلة فقال: لقد رسمتها في أكثر أوقات حياتي إحساسا بالوحدة. التوتّر والألم دفعا بي إلى الخارج، إلى الشوارع في أوقات الليل والنهار، وكانت مليئة بالناس والسيّارات".
تلك الفترة اتّسمت بالتطوّر والتغيير السريع ومثّلت وقتا مهمّا، ليس في حياة كيرشنر فقط، وإنّما أيضا في تاريخ برلين وألمانيا كلّها.
وعندما تنظر إلى هذه اللوحات للوهلة الأولى قد تظنّ أن الرسّام يصوّر نساءً بملابس أنيقة وهنّ في طريقهنّ إلى حدث سعيد. غير أن نظرات النساء، بأجسادهنّ المتأرجحة وخطواتهنّ السريعة والمختصرة، توحي بدور آخر مختلف.
إحدى أشهر لوحات السلسلة هي هذه اللوحة التي يرسم فيها كيرشنر امرأتين تمشيان في شارع. واللوحة تتميّز عن بقيّة السلسلة في أنها صورة مقرّبة تُظهر فقط جذعا المرأتين. أيضا وجهاهما تجريديان ومسطّحان مع ثلمات غير طبيعية تشبه الخشب، وربّما كان في ذلك إشارة إلى الفنّ الأفريقي والاوقيانوسي الذي كان يجتاح أوربّا في ذلك الوقت.
قصّات وألوان ملابس المرأتين التي يغلب عليها الألوان الزهرية والخضراء والصفراء تشير إلى أنهما من سيّدات المجتمع الرفيع.
إحداهما، ذات الجاكيت البرتقالي، ترتدي قبّعة بنفس لون الجاكيت الفيروزي الطاووسي لرفيقتها. وألوان الياقتين متماثلة من خلال غلبة الأصفر الليموني عليهما.
ورغم المسحة التجريدية للمنظر، إلا أن فيه حضورا وتفاعلا إنسانيا واضحا. كما أن فيه لمسة من تكعيبية بيكاسو التي كان كيرشنر متأثّرا بها. ممّا يجدر ذكره أن هناك لوحة أخرى له يقلّد فيها لوحة بيكاسو المشهورة "آنسات افينيون" وتظهر فيها خمس نساء مصطفّات بشكل إيقاعيّ.
كان الرسّام حديث عهد ببرلين عندما رسم هذه اللوحة. وكانت درسدن التي عاش فيها من قبل هادئة جدّا ومتحفّظة أخلاقيّا مقارنة مع برلين المتحرّرة والمتسامحة والتي كانت ثالث اكبر مدينة في أوربّا بعد كلّ من لندن وباريس.
بعض لوحات الرسّام الأخرى تركّز على اظهر المباني والجسور وغيرها من الصروح الحضرية، ولا ظهور للناس فيها إلا بالكاد، وهي سمة تشي بدراسة كيرشنر المبكّرة للهندسة المعمارية.
في عام 1980 اختارت محطة البي بي سي هذه اللوحة من بين أعظم مائة لوحة في تاريخ الفنّ. وطبقا لأحد النقّاد فإن اللوحة تتضمّن تشوّهات بشعة تسخر من تصنّع الرسّامين المتأنقين "أو الماناريست" في مجتمع برلين الفنّي.
كان كيرشنر عضوا في جماعة الجسر. وقد رفض منذ البداية الفنّ التقليديّ للأكاديمية، وفضّل عليه أسلوبا تعبيريّا أكثر طبيعية وتلقائية.
في عام 1937 قام النازيّون بمصادرة أكثر من ستمائة من لوحات إرنست كيرشنر وعرضوا بعضها في معرض "الفنّ المنحلّ" في ميونيخ، قبل أن يقدم هو على الانتحار بإطلاق النار على نفسه في السنة التالية.
وأعماله الباقية موجودة اليوم في متاحف ومجموعات خاصّة في ألمانيا وسويسرا وايطاليا والولايات المتّحدة.