تـلال حمـراء ، بحيـرة جورج
للفنانة الأمريكية جـورجـيـا اوكِـيـف، 1927
للفنانة الأمريكية جـورجـيـا اوكِـيـف، 1927
كانت جورجيا اوكيف شخصيّة رئيسية في تاريخ الفنّ ولعبت دورا مهمّا في تطوير الرسم الحديث. وقد فتنت حياتها النقّاد ومؤرخّي الفنّ وعشّاق الرسم منذ ظهورها على المشهد الفنيّ في نيويورك في بدايات القرن العشرين.
صحيح أن اوكيف دخلت المخيّلة الشعبية بفضل مناظرها ذات الرمزية الحسّية، لكن يُنظر إليها أوّلا وأخيرا كرسّامة للأشياء والأمكنة. والناس يتذكّرونها اليوم بصورها المكبّرة للأزهار المتفتّحة ورسوماتها الايقونية لعظام الحيوانات وصور الحياة الصامتة عن الفواكه والصدف والصخور والعظام. كانت تنتقل بحرّية من موضوع لآخر كي تؤكّد على أن الفنّ متجذّر في أشكاله التجريدية الأوليّة.
كانت اوكيف قد تزوّجت من الفريد ستيغليتز عام 1924م، وكان زوجها صاحب أوّل غاليري أمريكي يجلب إلى الولايات المتحدة لوحات رسّامي الحداثة الأوربّيين مثل ماتيس وسيزان وبيكاسو ولوتريك وغيرهم.
وفي سنوات ما بين الحربين العالميّتين الأولى والثانية، شكّل ستيغليتز حول نفسه دائرة من الرسّامين عُرفت باسم أصدقاء ستيغليتز. وكانت تضمّ أسماء أصبحت معروفة في ما بعد. كان هؤلاء طليعيين أمريكيين يرسمون الطبيعة بالأسلوب التجريدي الحديث وبدرجات متفاوتة.
هذه اللوحة، بألوانها الساطعة وأشكالها المبسّطة ولمعانها الدراماتيكي، تكشف عن افتتان جورجيا أوكيف بالعلاقات بين عناصر الطبيعة التي كانت تلاحظها. ويبدو أن ذكرياتها عن السنوات التي كانت تدرس فيها في ولاية تكساس، وكذلك رحلتها القصيرة إلى نيومكسيكو في عام 1917، كان لهما اثر مهمّ في إلهامها هذه اللوحة التي تصوّر الجمال الصارخ لمناطق الغرب الأمريكي.
اللون الأحمر المذهل في اللوحة يعكس ذكريات الرسّامة عن غروب الشمس في فصل الخريف بمنطقة بحيرة جورج. وشكل اللوحة يشي بمعرفة أوكيف ودراستها المتأنّية لأطروحة كاندينسكي عن الروحانية في الفنّ. وقد مزجت أفكاره عن اللون والشكل ومعانيهما الرمزية والروحية في مجموعة أفكارها ومعتقداتها الخاصّة.
السهل الأحمر في المقدمة يظهر صلبا وبلا حدود. وهو يشير إلى اعتقاد كاندينسكي بأن الأحمر لون ذو شخصية قويّة ومتوهّجة. الشمس الملوّنة بقوس قزح تشعّ إلى الخارج في موجات ناعمة ومتّحدة المركز من الأصفر والأزرق وفي ظلال من الأرجواني مفصّلة بضربات فرشاة ليّنة.
قبل عام من رسمها "تلال حمراء"، كانت اوكيف قد صُنّفت ضمن مجموعة من الفنّانين الرؤيويين الذين كان لهم هدف مشترك هو البحث عن الخصائص الغامضة في الطبيعة والتي يمكن للفنّان أن يجد فيها وسيلة للتعبير عن مكنونات نفسه.
كان التجريد بالنسبة لـ اوكيف وسيلة لتوصيل الأفكار والمشاعر التي لا يمكن وصفها. وكان يسمح لها بالتعبير عن التجارب غير المحسوسة، سواءً كانت نوعية الضوء أو اللون أو الصوت أو الاستجابة للأشخاص والأمكنة. وكانت، مثل غيرها من التجريديين، تعتقد أن التجريد يمنح الرسّام فرصة أفضل لرؤية العالم بطريقة جديدة ومختلفة. ومن خلال لغتها التجريدية الخاصّة، كانت اوكيف تسعى لإعطاء شكل بصريّ للأشياء التي تشعر بها وتريد أن تقولها، لكن تُعجزها الكلمات عن ذلك.
ظلّت اوكيف ترسم طوال حياتها ولم يوقفها شيء عن العمل. وكان من عادتها أن تلفّ نفسها بملابس سميكة وتنتظر في ليالي الشتاء إلى أن ترى شروق الشمس كي ترسمه، أو تصعد فوق سلّم إلى سطح منزلها ليلا كي تراقب النجوم قبل أن تنقلها إلى قماش الرسم. ورغم تنوّع أعمالها وفرادة أسلوبها، إلا أنها لم تحصل على الاعتراف الذي تستحقّه إلا بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها. وقد وُصفت في بعض الأحيان بأنها رسّامة سبقت عصرها بفضل رؤيتها المتفرّدة وموهبتها الاستثنائية.
صحيح أن اوكيف دخلت المخيّلة الشعبية بفضل مناظرها ذات الرمزية الحسّية، لكن يُنظر إليها أوّلا وأخيرا كرسّامة للأشياء والأمكنة. والناس يتذكّرونها اليوم بصورها المكبّرة للأزهار المتفتّحة ورسوماتها الايقونية لعظام الحيوانات وصور الحياة الصامتة عن الفواكه والصدف والصخور والعظام. كانت تنتقل بحرّية من موضوع لآخر كي تؤكّد على أن الفنّ متجذّر في أشكاله التجريدية الأوليّة.
كانت اوكيف قد تزوّجت من الفريد ستيغليتز عام 1924م، وكان زوجها صاحب أوّل غاليري أمريكي يجلب إلى الولايات المتحدة لوحات رسّامي الحداثة الأوربّيين مثل ماتيس وسيزان وبيكاسو ولوتريك وغيرهم.
وفي سنوات ما بين الحربين العالميّتين الأولى والثانية، شكّل ستيغليتز حول نفسه دائرة من الرسّامين عُرفت باسم أصدقاء ستيغليتز. وكانت تضمّ أسماء أصبحت معروفة في ما بعد. كان هؤلاء طليعيين أمريكيين يرسمون الطبيعة بالأسلوب التجريدي الحديث وبدرجات متفاوتة.
هذه اللوحة، بألوانها الساطعة وأشكالها المبسّطة ولمعانها الدراماتيكي، تكشف عن افتتان جورجيا أوكيف بالعلاقات بين عناصر الطبيعة التي كانت تلاحظها. ويبدو أن ذكرياتها عن السنوات التي كانت تدرس فيها في ولاية تكساس، وكذلك رحلتها القصيرة إلى نيومكسيكو في عام 1917، كان لهما اثر مهمّ في إلهامها هذه اللوحة التي تصوّر الجمال الصارخ لمناطق الغرب الأمريكي.
اللون الأحمر المذهل في اللوحة يعكس ذكريات الرسّامة عن غروب الشمس في فصل الخريف بمنطقة بحيرة جورج. وشكل اللوحة يشي بمعرفة أوكيف ودراستها المتأنّية لأطروحة كاندينسكي عن الروحانية في الفنّ. وقد مزجت أفكاره عن اللون والشكل ومعانيهما الرمزية والروحية في مجموعة أفكارها ومعتقداتها الخاصّة.
السهل الأحمر في المقدمة يظهر صلبا وبلا حدود. وهو يشير إلى اعتقاد كاندينسكي بأن الأحمر لون ذو شخصية قويّة ومتوهّجة. الشمس الملوّنة بقوس قزح تشعّ إلى الخارج في موجات ناعمة ومتّحدة المركز من الأصفر والأزرق وفي ظلال من الأرجواني مفصّلة بضربات فرشاة ليّنة.
قبل عام من رسمها "تلال حمراء"، كانت اوكيف قد صُنّفت ضمن مجموعة من الفنّانين الرؤيويين الذين كان لهم هدف مشترك هو البحث عن الخصائص الغامضة في الطبيعة والتي يمكن للفنّان أن يجد فيها وسيلة للتعبير عن مكنونات نفسه.
كان التجريد بالنسبة لـ اوكيف وسيلة لتوصيل الأفكار والمشاعر التي لا يمكن وصفها. وكان يسمح لها بالتعبير عن التجارب غير المحسوسة، سواءً كانت نوعية الضوء أو اللون أو الصوت أو الاستجابة للأشخاص والأمكنة. وكانت، مثل غيرها من التجريديين، تعتقد أن التجريد يمنح الرسّام فرصة أفضل لرؤية العالم بطريقة جديدة ومختلفة. ومن خلال لغتها التجريدية الخاصّة، كانت اوكيف تسعى لإعطاء شكل بصريّ للأشياء التي تشعر بها وتريد أن تقولها، لكن تُعجزها الكلمات عن ذلك.
ظلّت اوكيف ترسم طوال حياتها ولم يوقفها شيء عن العمل. وكان من عادتها أن تلفّ نفسها بملابس سميكة وتنتظر في ليالي الشتاء إلى أن ترى شروق الشمس كي ترسمه، أو تصعد فوق سلّم إلى سطح منزلها ليلا كي تراقب النجوم قبل أن تنقلها إلى قماش الرسم. ورغم تنوّع أعمالها وفرادة أسلوبها، إلا أنها لم تحصل على الاعتراف الذي تستحقّه إلا بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها. وقد وُصفت في بعض الأحيان بأنها رسّامة سبقت عصرها بفضل رؤيتها المتفرّدة وموهبتها الاستثنائية.