بورتـريه سيّـدة
للرسّام الهولندي روهيـير فـان ديـر وايـدن، 1460
للرسّام الهولندي روهيـير فـان ديـر وايـدن، 1460
تُعزى شعبية وشهرة هذه اللوحة للأناقة البسيطة وللأنماط التي تخلقها الشخصية، وليس بالضرورة لفخامة رسمها. ورغم أن ملامح المرأة فيها غير مريحة إلى حدّ ما، إلا أنها تتمتّع بجمال غريب. التوليف مشيّد من الأشكال الهندسية التي تشكّل خطوط حجاب المرأة وعنقها ووجهها وذراعيها ومن مسارات الضوء الذي ينير وجهها وغطاء رأسها.
فان دير وايدن رسم هنا امرأة في العشرينات من عمرها تقريبا، ترتدي فستانا اسود أنيقا مع وشاح احمر صغير وغطاء رأس كبير اصفر اللون ينسدل منه حجاب شفّاف على جبينها. وقد ركّز الرسّام اهتمامه على أربع سمات أساسية هي غطاء الرأس واللباس والوجه واليدان.
نظرات المرأة متّجهة إلى أسفل في تواضع. والتعبيرات تنمّ عن تقوى، رغم أن هذا لا يتوافق مع اللباس الباذخ نسبيّا. وهي تظهر في زاوية مائلة قليلا، مع أنها تقف في منتصف اللوحة. الرأس مضاء بعناية بحيث لا يترك تباينات قويّة على البشرة.
رَسْم الشخصيّة تمّ وفقا للفكرة المثالية القوطية، فهي نحيلة وأطرافها طويلة وكتفاها ضيّقان. الوجه رقيق وطويل والحاجبان خفيفان والشعر مربوط بإحكام. شكل غطاء الرأس وخطّ الشعر الدقيق يعطيان الشخصية مظهرا نحتيّا.
الرسّام نقل إلى اللوحة جمال المرأة غير الطبيعيّ وأناقتها القوطية وتواضعها وسلوكها المتحفّظ من خلال مظهرها الهشّ وعينيها الخفيضتين وأصابعها الاسطوانية المتشابكة بإحكام وكأنها في وضعية الصلاة.
التصوير الشائك للأصابع هو أكثر العناصر تفصيلا في هذه اللوحة. لاحظ كيف أن أصابع اليدين مطويّة في طبقات بطريقة تضاهي الشكل الهرميّ للجزء العلويّ من اللوحة.
في القرن الخامس عشر، كانت النساء يرتدين الحجاب من باب الاحتشام ولإخفاء فتنة الجسد. لكن في اللوحة، الحجاب له تأثير عكسيّ، فقد تمّ تأطير الوجه بغطاء الرأس الغريب للفت الانتباه إلى جمال المرأة.
وضَع فان دير وايدن لنفسه جماليّاته الخاصّة ولم يلتزم بالقيم المثالية التقليدية لعصره. كان، مثلا، يهتمّ بمزاج التعبّد الحزين، وهي سمة مهيمنة على العديد من بورتريهاته.
في اللوحة، تبدو الخلفية مسطّحة وتفتقر إلى الاهتمام بالتفاصيل. وهذا ملمح شائع في الأعمال ذات الطبيعة التعبّدية أو الدينية. ومثل معاصره يان فان إيك، كان فان دير وايدن يستخدم أسطحا داكنة لتركيز الاهتمام على الموديل أو الشخصيّة المرسومة.
المرأة الظاهرة في اللوحة غير معروفة الهويّة. لكن بعض مؤرّخي الفنّ خمنّوا شخصيّتها، وقيل إن وجهها يشبه وجه ماري الابنة غير الشرعية لـ فيليب الطيّب ملك بورغوندي.
كان روهيير فاندر وايدن، بالإضافة إلى كلّ من فان ايك وروبرت كامبن، يمثّلون طليعة جيل ما عُرف بعصر النهضة الشمالية في بدايات القرن الخامس عشر. ومن الواضح أن فان دير وايدن عمل على هذا البورتريه ورسمه بنفس تقاليد معاصريه مثل فان ايك وكامبن.
وكان من عادته أن يشير إلى المكانة الاجتماعية لأشخاصه من خلال طريقته في رسم الوجوه والأيدي. وخلافا لـ فان ايك الذي كان يرسم الوجوه على طبيعتها، كان فان دير وايدن يعمد إلى تحسين المظهر الجسدي وتجميل طبيعة وشكل الشخصية.
وقد حظي الفنّان بتقدير عال من الأجيال اللاحقة من الرسّامين لبراعته في رسم الشخصيات. وممّا يلفت الانتباه أن بورتريهاته النسائية متشابهة كثيرا من حيث المفهوم والملامح.
وعلى الرغم من أنه لم يكن يلتزم بالأعراف المثالية، إلا انه كان يجامل موديلاته. فقد كان يرسمهنّ بملابس عصرية للغاية، وغالبا بوجوه مستديرة ومنحوتة تقريبا على نحو يذكّر بالتماثيل الطبيعية.
هذه اللوحة هي من مقتنيات المتحف الوطني للفنون في واشنطن منذ عام 1937. والمتحف يصفها بأنها أشهر البورتريهات النسائية التي يمتلكها.
فان دير وايدن رسم هنا امرأة في العشرينات من عمرها تقريبا، ترتدي فستانا اسود أنيقا مع وشاح احمر صغير وغطاء رأس كبير اصفر اللون ينسدل منه حجاب شفّاف على جبينها. وقد ركّز الرسّام اهتمامه على أربع سمات أساسية هي غطاء الرأس واللباس والوجه واليدان.
نظرات المرأة متّجهة إلى أسفل في تواضع. والتعبيرات تنمّ عن تقوى، رغم أن هذا لا يتوافق مع اللباس الباذخ نسبيّا. وهي تظهر في زاوية مائلة قليلا، مع أنها تقف في منتصف اللوحة. الرأس مضاء بعناية بحيث لا يترك تباينات قويّة على البشرة.
رَسْم الشخصيّة تمّ وفقا للفكرة المثالية القوطية، فهي نحيلة وأطرافها طويلة وكتفاها ضيّقان. الوجه رقيق وطويل والحاجبان خفيفان والشعر مربوط بإحكام. شكل غطاء الرأس وخطّ الشعر الدقيق يعطيان الشخصية مظهرا نحتيّا.
الرسّام نقل إلى اللوحة جمال المرأة غير الطبيعيّ وأناقتها القوطية وتواضعها وسلوكها المتحفّظ من خلال مظهرها الهشّ وعينيها الخفيضتين وأصابعها الاسطوانية المتشابكة بإحكام وكأنها في وضعية الصلاة.
التصوير الشائك للأصابع هو أكثر العناصر تفصيلا في هذه اللوحة. لاحظ كيف أن أصابع اليدين مطويّة في طبقات بطريقة تضاهي الشكل الهرميّ للجزء العلويّ من اللوحة.
في القرن الخامس عشر، كانت النساء يرتدين الحجاب من باب الاحتشام ولإخفاء فتنة الجسد. لكن في اللوحة، الحجاب له تأثير عكسيّ، فقد تمّ تأطير الوجه بغطاء الرأس الغريب للفت الانتباه إلى جمال المرأة.
وضَع فان دير وايدن لنفسه جماليّاته الخاصّة ولم يلتزم بالقيم المثالية التقليدية لعصره. كان، مثلا، يهتمّ بمزاج التعبّد الحزين، وهي سمة مهيمنة على العديد من بورتريهاته.
في اللوحة، تبدو الخلفية مسطّحة وتفتقر إلى الاهتمام بالتفاصيل. وهذا ملمح شائع في الأعمال ذات الطبيعة التعبّدية أو الدينية. ومثل معاصره يان فان إيك، كان فان دير وايدن يستخدم أسطحا داكنة لتركيز الاهتمام على الموديل أو الشخصيّة المرسومة.
المرأة الظاهرة في اللوحة غير معروفة الهويّة. لكن بعض مؤرّخي الفنّ خمنّوا شخصيّتها، وقيل إن وجهها يشبه وجه ماري الابنة غير الشرعية لـ فيليب الطيّب ملك بورغوندي.
كان روهيير فاندر وايدن، بالإضافة إلى كلّ من فان ايك وروبرت كامبن، يمثّلون طليعة جيل ما عُرف بعصر النهضة الشمالية في بدايات القرن الخامس عشر. ومن الواضح أن فان دير وايدن عمل على هذا البورتريه ورسمه بنفس تقاليد معاصريه مثل فان ايك وكامبن.
وكان من عادته أن يشير إلى المكانة الاجتماعية لأشخاصه من خلال طريقته في رسم الوجوه والأيدي. وخلافا لـ فان ايك الذي كان يرسم الوجوه على طبيعتها، كان فان دير وايدن يعمد إلى تحسين المظهر الجسدي وتجميل طبيعة وشكل الشخصية.
وقد حظي الفنّان بتقدير عال من الأجيال اللاحقة من الرسّامين لبراعته في رسم الشخصيات. وممّا يلفت الانتباه أن بورتريهاته النسائية متشابهة كثيرا من حيث المفهوم والملامح.
وعلى الرغم من أنه لم يكن يلتزم بالأعراف المثالية، إلا انه كان يجامل موديلاته. فقد كان يرسمهنّ بملابس عصرية للغاية، وغالبا بوجوه مستديرة ومنحوتة تقريبا على نحو يذكّر بالتماثيل الطبيعية.
هذه اللوحة هي من مقتنيات المتحف الوطني للفنون في واشنطن منذ عام 1937. والمتحف يصفها بأنها أشهر البورتريهات النسائية التي يمتلكها.