على الشرفة في سيفري
للفنانة الفرنسية ماري براكمون، 1880
للفنانة الفرنسية ماري براكمون، 1880
بنهاية القرن التاسع عشر، أصبحت الانطباعية أسلوبا فنّيّا عالميّا يتبناه الرسّامون في كلّ مكان، من روسيا إلى أوربّا وأمريكا. واستمرّت تلك المدرسة تلهم المزيد من الفنّانين الذين ضاقوا ذرعا بالاتجاهات والمدارس الفنّية القديمة.
وبالنسبة إلى الجمهور، لم يكن هناك أسلوب فنّي آخر ينافس ما للانطباعية من حداثة وشعبية. وقد أصبحت صورها معروفة ومألوفة كثيرا بتركيزها على تصوير الحالات المتغيّرة للعالم من حولنا.
أمّا نقّاد ومؤرّخو الفنّ فقد كانوا يتنبّئون بأن الانطباعية ليست سوى بداية لحركات فنّية أخرى ستأتي في ما بعد. وكانوا بذلك يشيرون إلى التكعيبية والسوريالية وغيرهما من أساليب الرسم الحديث التي يُعتقد أنها خرجت جميعها من معطف الانطباعية.
كانت ماري براكمون رسّامة انطباعية فرنسية. وقد وُصفت في زمانها بأنها إحدى أعظم ثلاث رسّامات انطباعيّات. والأخريان هما الرسّامة الفرنسيّة بيرتا موريسو والأمريكية ماري كاسات.
لكن الكتب التي تتحدّث عن تاريخ الفنّ وعن الرسّامات من النساء غالبا ما تتجاهل براكمون، وظلّت دائما هي الأقلّ شهرة بين النساء الانطباعيات.
وربّما يعود السبب في أنها لم تحظَ بما تستحقّه من شهرة هو تعمّد زوجها، الرسّام هو الآخر، إعاقة تطوّرها كرسّامة. كان الزوج غيورا جدّا من نجاحها. وقد أسهمت شخصيّته الصعبة وانتقاداته الدائمة لها في وضع العديد من المشاكل والعقبات في طريقها.
زد على ذلك أنه لم يكن مرتاحا للأسلوب الانطباعيّ الذي كانت تتبنّاه زوجته. وعلى الرغم من انه كان صديقا لبعض الرسّامين الانطباعيين، إلا انه كان يرفض جماليّاتهم.
لوحات براكمون لا يتجاوز عددها المائة بالإضافة إلى عدد من الاسكتشات. وفي الغالب كانت ترسم مناظر منزلية. ورسوماتها تتضمّن الكثير من الألوان والنساء اللاتي يرتدين ملابس زاهية.
ولوحتها هنا تُعدّ من أشهر أعمالها. وفيها تصوّر منظرا واقعيّا من الحياة اليومية الحديثة يظهر فيه أشخاص يقضون وقتا للراحة في مكان يتضمّن ضوء شمس وطبيعة ذات ألوان جميلة ومبهجة.
في اللوحة تظهر شقيقة الرسّامة إلى اليمين مرتدية فستانا ابيض وقبّعة كبيرة، بينما يجلس على يمينها الرسّام هنري فونتان لاتور وزوجته اللذين كانا صديقين للرسّامة وزوجها.
سمات الانطباعية واضحة في اللوحة، مثل الضربات الفضفاضة والناعمة للفرشاة والألوان الحرّة والحوافّ الناعمة وتفاعل الضوء والظلّ وغياب الأشكال والخطوط.
ولدت براكمون عام 1840 في مقاطعة بريتاني. ونشأت في بيئة تختلف عن البيئة المثقّفة والمرفّهة نوعا ما التي كانت لغيرها من الرسّامات مثل كاسات وغونزاليس وموريسو.
كانت الرسّامة ثمرة لزواج لم يكن سعيدا بما فيه الكفاية. والدها كان قبطانا بحريّا، وقد توفّي بعد ولادتها مباشرة. وبعد وفاته تزوّجت والدتها بسرعة من رجل آخر، ثم نشأت بين الأمّ وابنتها علاقة غير مستقرّة.
في بداياتها كانت براكمون منجذبة لأسلوب الرسّام البلجيكيّ الفريد ستيفنز الذي كان متخصّصا في ترميم اللوحات الفنّية، وفي نفس الوقت كان يعطي دروسا خصوصية للرسّامات الناشئات.
ثم قُدّمت إلى جان دومينيك آنغر الذي قدّمها بدوره لاثنين من تلاميذه. وقد وصفها احدهما آنذاك بأنها كانت واحدة من أذكى التلاميذ في محترف آنغر.
لكنها تركته بعد فترة وأصبحت تتلقّى طلبات برسم بورتريهات، كان احدها من الإمبراطورة اوجيني التي كلّفتها برسم بورتريه للكاتب الاسبانيّ سيرفانتس في السجن. وقد سُرّت براكمون بذلك التكليف لأنه أهّلها لأن تقوم باستنساخ بعض لوحات اللوفر بتكليف من إدارة المتاحف الفرنسية.
وفي تلك الأثناء تعرّفت على الرسّام فيليكس براكمون الذي وقع في حبّها ثم تزوّجها في نفس تلك السنة وأنجب منها طفلا وحيدا.
وبسبب تأثير الانطباعيين، بدأت الرسّامة تغيّر أسلوبها في الرسم وأصبحت توليفاتها اكبر وألوانها أكثر عمقا. ثم انتقلت للرسم خارج البيت وصار كلّ من ديغا ومانيه من بين معلّميها. وبعض أفضل لوحاتها رسمتها في حديقة منزلها.
وقد شدّها إلى الانطباعيين أنهم يرسمون ما يرونه بأعينهم، وليس العوالم المتخيّلة من الأساطير التاريخية. وكانت تقف مع هؤلاء كتفا إلى كتف رغم أنها لم تحظَ بالشهرة الكافية.
وفي مرحلة تالية، قابلت براكمون الرسّام بول غوغان الذي أصبح له تأثير على أسلوبها في الرسم. وقد علّمها كيفية تحضير القماش للحصول على ألوان مكثّفة وساطعة.
كانت الفنّانة قد أصبحت معروفة بقربها من دوائر الانطباعيين، رغم أنها تعيش في ظلّ زوجها المعروف جيّدا في أوساط الرسم بعدائه للانطباعية. وهذا أدّى إلى إثارة حنق الزوج الذي كان يرفض انتقاداتها لأعماله ويمنعها من عرض لوحاتها على الزوّار. ونتيجة لخلافاتهما المستمرّة، أصبحت محبطة بسبب قلّة الاهتمام بأعمالها.
على العكس من زميلاتها، لم تستمتع براكمون بموهبتها ولم تجنِ من ورائها أيّة فائدة. ويمكن القول إلى حدّ كبير أنها كانت هي معلّمة نفسها على الرغم من أنها تعرّفت إلى أقطاب الحركة الانطباعية بمن فيهم رينوار.
وفي مقابل غيرة زوجها وخذلانه لها، وجدت براكمون الكثير من الدعم والتشجيع من ابنها الذي آزرها ووقف إلى جانبها دائما. وفي عام 1919، أي بعد وفاتها بسنوات، نظّم ابنها معرضا استعاديّا لأعمالها في غاليري باريس، تضمّن تسعين لوحة ما بين ألوان مائيّة وأعمال حفر ورسوم أوليّة.
وبالنسبة إلى الجمهور، لم يكن هناك أسلوب فنّي آخر ينافس ما للانطباعية من حداثة وشعبية. وقد أصبحت صورها معروفة ومألوفة كثيرا بتركيزها على تصوير الحالات المتغيّرة للعالم من حولنا.
أمّا نقّاد ومؤرّخو الفنّ فقد كانوا يتنبّئون بأن الانطباعية ليست سوى بداية لحركات فنّية أخرى ستأتي في ما بعد. وكانوا بذلك يشيرون إلى التكعيبية والسوريالية وغيرهما من أساليب الرسم الحديث التي يُعتقد أنها خرجت جميعها من معطف الانطباعية.
كانت ماري براكمون رسّامة انطباعية فرنسية. وقد وُصفت في زمانها بأنها إحدى أعظم ثلاث رسّامات انطباعيّات. والأخريان هما الرسّامة الفرنسيّة بيرتا موريسو والأمريكية ماري كاسات.
لكن الكتب التي تتحدّث عن تاريخ الفنّ وعن الرسّامات من النساء غالبا ما تتجاهل براكمون، وظلّت دائما هي الأقلّ شهرة بين النساء الانطباعيات.
وربّما يعود السبب في أنها لم تحظَ بما تستحقّه من شهرة هو تعمّد زوجها، الرسّام هو الآخر، إعاقة تطوّرها كرسّامة. كان الزوج غيورا جدّا من نجاحها. وقد أسهمت شخصيّته الصعبة وانتقاداته الدائمة لها في وضع العديد من المشاكل والعقبات في طريقها.
زد على ذلك أنه لم يكن مرتاحا للأسلوب الانطباعيّ الذي كانت تتبنّاه زوجته. وعلى الرغم من انه كان صديقا لبعض الرسّامين الانطباعيين، إلا انه كان يرفض جماليّاتهم.
لوحات براكمون لا يتجاوز عددها المائة بالإضافة إلى عدد من الاسكتشات. وفي الغالب كانت ترسم مناظر منزلية. ورسوماتها تتضمّن الكثير من الألوان والنساء اللاتي يرتدين ملابس زاهية.
ولوحتها هنا تُعدّ من أشهر أعمالها. وفيها تصوّر منظرا واقعيّا من الحياة اليومية الحديثة يظهر فيه أشخاص يقضون وقتا للراحة في مكان يتضمّن ضوء شمس وطبيعة ذات ألوان جميلة ومبهجة.
في اللوحة تظهر شقيقة الرسّامة إلى اليمين مرتدية فستانا ابيض وقبّعة كبيرة، بينما يجلس على يمينها الرسّام هنري فونتان لاتور وزوجته اللذين كانا صديقين للرسّامة وزوجها.
سمات الانطباعية واضحة في اللوحة، مثل الضربات الفضفاضة والناعمة للفرشاة والألوان الحرّة والحوافّ الناعمة وتفاعل الضوء والظلّ وغياب الأشكال والخطوط.
ولدت براكمون عام 1840 في مقاطعة بريتاني. ونشأت في بيئة تختلف عن البيئة المثقّفة والمرفّهة نوعا ما التي كانت لغيرها من الرسّامات مثل كاسات وغونزاليس وموريسو.
كانت الرسّامة ثمرة لزواج لم يكن سعيدا بما فيه الكفاية. والدها كان قبطانا بحريّا، وقد توفّي بعد ولادتها مباشرة. وبعد وفاته تزوّجت والدتها بسرعة من رجل آخر، ثم نشأت بين الأمّ وابنتها علاقة غير مستقرّة.
في بداياتها كانت براكمون منجذبة لأسلوب الرسّام البلجيكيّ الفريد ستيفنز الذي كان متخصّصا في ترميم اللوحات الفنّية، وفي نفس الوقت كان يعطي دروسا خصوصية للرسّامات الناشئات.
ثم قُدّمت إلى جان دومينيك آنغر الذي قدّمها بدوره لاثنين من تلاميذه. وقد وصفها احدهما آنذاك بأنها كانت واحدة من أذكى التلاميذ في محترف آنغر.
لكنها تركته بعد فترة وأصبحت تتلقّى طلبات برسم بورتريهات، كان احدها من الإمبراطورة اوجيني التي كلّفتها برسم بورتريه للكاتب الاسبانيّ سيرفانتس في السجن. وقد سُرّت براكمون بذلك التكليف لأنه أهّلها لأن تقوم باستنساخ بعض لوحات اللوفر بتكليف من إدارة المتاحف الفرنسية.
وفي تلك الأثناء تعرّفت على الرسّام فيليكس براكمون الذي وقع في حبّها ثم تزوّجها في نفس تلك السنة وأنجب منها طفلا وحيدا.
وبسبب تأثير الانطباعيين، بدأت الرسّامة تغيّر أسلوبها في الرسم وأصبحت توليفاتها اكبر وألوانها أكثر عمقا. ثم انتقلت للرسم خارج البيت وصار كلّ من ديغا ومانيه من بين معلّميها. وبعض أفضل لوحاتها رسمتها في حديقة منزلها.
وقد شدّها إلى الانطباعيين أنهم يرسمون ما يرونه بأعينهم، وليس العوالم المتخيّلة من الأساطير التاريخية. وكانت تقف مع هؤلاء كتفا إلى كتف رغم أنها لم تحظَ بالشهرة الكافية.
وفي مرحلة تالية، قابلت براكمون الرسّام بول غوغان الذي أصبح له تأثير على أسلوبها في الرسم. وقد علّمها كيفية تحضير القماش للحصول على ألوان مكثّفة وساطعة.
كانت الفنّانة قد أصبحت معروفة بقربها من دوائر الانطباعيين، رغم أنها تعيش في ظلّ زوجها المعروف جيّدا في أوساط الرسم بعدائه للانطباعية. وهذا أدّى إلى إثارة حنق الزوج الذي كان يرفض انتقاداتها لأعماله ويمنعها من عرض لوحاتها على الزوّار. ونتيجة لخلافاتهما المستمرّة، أصبحت محبطة بسبب قلّة الاهتمام بأعمالها.
على العكس من زميلاتها، لم تستمتع براكمون بموهبتها ولم تجنِ من ورائها أيّة فائدة. ويمكن القول إلى حدّ كبير أنها كانت هي معلّمة نفسها على الرغم من أنها تعرّفت إلى أقطاب الحركة الانطباعية بمن فيهم رينوار.
وفي مقابل غيرة زوجها وخذلانه لها، وجدت براكمون الكثير من الدعم والتشجيع من ابنها الذي آزرها ووقف إلى جانبها دائما. وفي عام 1919، أي بعد وفاتها بسنوات، نظّم ابنها معرضا استعاديّا لأعمالها في غاليري باريس، تضمّن تسعين لوحة ما بين ألوان مائيّة وأعمال حفر ورسوم أوليّة.