نهر ماس عند بلدة دوردريخت
للفنان الهولندي البيـرت كـاب، 1650
للفنان الهولندي البيـرت كـاب، 1650
كان البيرت كاب رسّاما مفتونا بالأنهار وبالسفن والمراكب التي تمخر مياهها. وهو معروف، على وجه الخصوص، بمناظره الفخمة عن الريف الهولندي. وبعض النقّاد يصفونه بأنه المعادل الهولندي لـ كلود لوران الرسّام الفرنسي.
المعلومات المتوفّرة عن حياة هذا الفنّان قليلة جدّا. لكن كان كلّ أفراد عائلته تقريبا من الرسّامين. وقد ورث عن والده ثروة طائلة.
نشاط كاب كرسّام اقتصر على العقدين الرابع والخامس من القرن السابع عشر، أي الفترة التي عُرفت بالعصر الذهبيّ للرسم الهولنديّ. في ذلك العصر، كان تجّار البحر يسيّرون السفن ويكسبون رزقهم من اتجارهم بالسلع والبضائع في جميع أنحاء العالم. وهذه الطبقة من التجّار كان أفرادها يشترون الفنّ لمتعتهم الخاصّة. وقبل ذلك، كان الأغنياء والأمراء وحدهم هم القادرين على شراء الأعمال الفنّية ورعاية الفنون.
لوحات كاب الكثيرة عن البحر توحي بأنه كان كثير الأسفار داخل هولندا وفي البلدان والمدن الواقعة على ضفاف نهر الراين. وبسبب تأثيرات الضوء الايطالية في لوحاته، ساد اعتقاد بأنه قد يكون قضى بعض الوقت في ايطاليا وخالط رسّامي الطبيعة الايطاليين في ذلك الوقت.
هذه اللوحة تُعتبر مثالا ممتازا لرسم الطبيعة خلال عصر الباروك الهولندي. والرسّام يعطي من خلالها لمحة عن ما كانت عليه هولندا في منتصف القرن السابع عشر. وما نراه أمامنا هو احتفال بانتهاء حرب الثمانين عاما في يوليو من عام 1646م.
في ذلك الوقت رسا أسطول ضخم يحمل عشرات الآلاف من الجنود في نهر ماس قبالة بلدة دوردريخت لغرض رسمي وهو بدء مناقشة بنود معاهدة مونستر التي وُقّعت بعد ذلك بعامين وأنهت كافّة الأعمال العدائية مع اسبانيا وأعلنت بموجبها هولندا دولة مستقلّة.
النهر يبدو هنا مكانا لنشاط كبير. في المقدّمة يظهر احد الشخصيّات المهمّة مرتديا سترة سوداء مع وشاح برتقالي وقد وصل للتوّ في مركب صغير، بينما يقف في استقباله على السفينة الكبيرة عدّة أشخاص آخرين بينهم رجل يقرع طبلا. وإلى اليسار، يظهر زورق ثان على متنه شخصيّات أخرى.
الأضواء المشرّبة بصفرة تتخلّل تفاصيل المشهد البانورامي مضفية وهجا ذهبيّا على كلّ شيء. الماء مرسوم بعناية. وهو لا يبدو مكدّرا أو مضطربا. الأفق المنخفض يفتح على سماء واسعة مملوءة بالغيوم. وأكثر السفن في النهر ترفع أشرعتها وأعلامها كما لو أنها على وشك المغادرة.
ضوء الصباح الباكر يغمر المباني التي تلوح عن بعد ويخلق أنماطا جميلة على الأشرعة والغيوم ويضيف إلى المشهد طابعا دراماتيكيا. والأعلام ذات الخطوط الحمراء والزرقاء والبيضاء هي أعلام الجمهورية الهولندية.
الشعور العام الذي تثيره اللوحة هو مزيج من الأمل والتفاؤل، تعزّزه أضواء الصباح في الميناء ومنظر الغيوم والأشرعة المرسومة تفاصيلها بعناية.
الرجل بالملابس الحمراء في القارب الصغير إلى اليمين ربّما يكون راعي هذا المهرجان الاحتفاليّ. ويمكن أن يكون هو الشخص الذي كلّف الرسّام بتوثيق هذا الحدث التاريخيّ الهامّ.
طبيعة كاب تستند إلى الواقع والى ابتكاره وتصوّره الخاصّ لما تعنيه الطبيعة الساحرة. ومن الواضح أن تصويره البارع لدوردريخت يختلف كثيرا عن تصوير زميله يان فان غوين للبلدة التي رآها أكثر هدوءا.
من المرجّح أن يكون كاب وضع اسكتشات أوّلية للوحة في نفس المكان، لكنّه نفّذها في محترفه. وقد كان من عادته أن يوقّع لوحاته، لكنه نادرا ما كان يضمّنها أيّة تواريخ. وهناك عدد من اللوحات التي تُنسب إليه مع أنها يمكن أن تكون من عمل معلّمين آخرين من رسّامي الطبيعة الهولندية.
ولد البيرت كاب عام 1620 في دوردريخت. وورث عن أبيه الرسّام حبّه للطبيعة وللحيوانات التي تظهر كثيرا في رسوماته. وقد تولّى عددا من الوظائف الحكومية في بلدته. لكن يبدو انه توقّف عن الرسم نهائيّا تقريبّا في عام 1658، أي بعد زواجه من أرملة ثريّة تُدعى كورنيليا بوسمان. وفي العام التالي للزواج، أصبح شمّاس كنيسة بعد اعتناقه مذهب كالفن. ولأنه أصبح ثريّا، لم يعد مضطرّا لأن يكسب رزقه من رسم اللوحات وبيعها. وقد توفّي كاب في دوردريخت في أكتوبر من عام 1691م.
المعلومات المتوفّرة عن حياة هذا الفنّان قليلة جدّا. لكن كان كلّ أفراد عائلته تقريبا من الرسّامين. وقد ورث عن والده ثروة طائلة.
نشاط كاب كرسّام اقتصر على العقدين الرابع والخامس من القرن السابع عشر، أي الفترة التي عُرفت بالعصر الذهبيّ للرسم الهولنديّ. في ذلك العصر، كان تجّار البحر يسيّرون السفن ويكسبون رزقهم من اتجارهم بالسلع والبضائع في جميع أنحاء العالم. وهذه الطبقة من التجّار كان أفرادها يشترون الفنّ لمتعتهم الخاصّة. وقبل ذلك، كان الأغنياء والأمراء وحدهم هم القادرين على شراء الأعمال الفنّية ورعاية الفنون.
لوحات كاب الكثيرة عن البحر توحي بأنه كان كثير الأسفار داخل هولندا وفي البلدان والمدن الواقعة على ضفاف نهر الراين. وبسبب تأثيرات الضوء الايطالية في لوحاته، ساد اعتقاد بأنه قد يكون قضى بعض الوقت في ايطاليا وخالط رسّامي الطبيعة الايطاليين في ذلك الوقت.
هذه اللوحة تُعتبر مثالا ممتازا لرسم الطبيعة خلال عصر الباروك الهولندي. والرسّام يعطي من خلالها لمحة عن ما كانت عليه هولندا في منتصف القرن السابع عشر. وما نراه أمامنا هو احتفال بانتهاء حرب الثمانين عاما في يوليو من عام 1646م.
في ذلك الوقت رسا أسطول ضخم يحمل عشرات الآلاف من الجنود في نهر ماس قبالة بلدة دوردريخت لغرض رسمي وهو بدء مناقشة بنود معاهدة مونستر التي وُقّعت بعد ذلك بعامين وأنهت كافّة الأعمال العدائية مع اسبانيا وأعلنت بموجبها هولندا دولة مستقلّة.
النهر يبدو هنا مكانا لنشاط كبير. في المقدّمة يظهر احد الشخصيّات المهمّة مرتديا سترة سوداء مع وشاح برتقالي وقد وصل للتوّ في مركب صغير، بينما يقف في استقباله على السفينة الكبيرة عدّة أشخاص آخرين بينهم رجل يقرع طبلا. وإلى اليسار، يظهر زورق ثان على متنه شخصيّات أخرى.
الأضواء المشرّبة بصفرة تتخلّل تفاصيل المشهد البانورامي مضفية وهجا ذهبيّا على كلّ شيء. الماء مرسوم بعناية. وهو لا يبدو مكدّرا أو مضطربا. الأفق المنخفض يفتح على سماء واسعة مملوءة بالغيوم. وأكثر السفن في النهر ترفع أشرعتها وأعلامها كما لو أنها على وشك المغادرة.
ضوء الصباح الباكر يغمر المباني التي تلوح عن بعد ويخلق أنماطا جميلة على الأشرعة والغيوم ويضيف إلى المشهد طابعا دراماتيكيا. والأعلام ذات الخطوط الحمراء والزرقاء والبيضاء هي أعلام الجمهورية الهولندية.
الشعور العام الذي تثيره اللوحة هو مزيج من الأمل والتفاؤل، تعزّزه أضواء الصباح في الميناء ومنظر الغيوم والأشرعة المرسومة تفاصيلها بعناية.
الرجل بالملابس الحمراء في القارب الصغير إلى اليمين ربّما يكون راعي هذا المهرجان الاحتفاليّ. ويمكن أن يكون هو الشخص الذي كلّف الرسّام بتوثيق هذا الحدث التاريخيّ الهامّ.
طبيعة كاب تستند إلى الواقع والى ابتكاره وتصوّره الخاصّ لما تعنيه الطبيعة الساحرة. ومن الواضح أن تصويره البارع لدوردريخت يختلف كثيرا عن تصوير زميله يان فان غوين للبلدة التي رآها أكثر هدوءا.
من المرجّح أن يكون كاب وضع اسكتشات أوّلية للوحة في نفس المكان، لكنّه نفّذها في محترفه. وقد كان من عادته أن يوقّع لوحاته، لكنه نادرا ما كان يضمّنها أيّة تواريخ. وهناك عدد من اللوحات التي تُنسب إليه مع أنها يمكن أن تكون من عمل معلّمين آخرين من رسّامي الطبيعة الهولندية.
ولد البيرت كاب عام 1620 في دوردريخت. وورث عن أبيه الرسّام حبّه للطبيعة وللحيوانات التي تظهر كثيرا في رسوماته. وقد تولّى عددا من الوظائف الحكومية في بلدته. لكن يبدو انه توقّف عن الرسم نهائيّا تقريبّا في عام 1658، أي بعد زواجه من أرملة ثريّة تُدعى كورنيليا بوسمان. وفي العام التالي للزواج، أصبح شمّاس كنيسة بعد اعتناقه مذهب كالفن. ولأنه أصبح ثريّا، لم يعد مضطرّا لأن يكسب رزقه من رسم اللوحات وبيعها. وقد توفّي كاب في دوردريخت في أكتوبر من عام 1691م.