بورتريه غابرييل ديستريه وإحدى شقيقاتها
مدرسة فونتينبلو، 1594
مدرسة فونتينبلو، 1594
كان هنري الرابع أول ملوّك سلالة بوربون على فرنسا. وقد اعتلى العرش عام 1589م. كان مفاوضا بارعا وجنديّا مقداما في ميادين الحروب. وقد حقّق مستوى من التماسك والوحدة في بلد مزّقتها الصراعات الدينيّة. ولكي يدعم تحالفاته السياسيّة، فقد تأرجح بين الكاثوليكية والبروتستانتية عددا من المرّات وعُرف بتسامحه مع هذين الفرعين المتنازعين دوما من المسيحيّة.
تزوّج هنري الرابع مرّتين: الأولى من ابنة عمّه الكاثوليكية مارغريت دي فالوا، والثانية من ماري دي ميدتشي. لكنّ غابرييل ديستريه كانت المرأة التي مارست عليه النفوذ الأقوى. فقد كانت خليلته وأمّا لأبنائه الثلاثة. كانت عائلة هذه المرأة انتهازية ومتعطّشة للسلطة. وهناك جدل كبير حول ما إذا كانت غابرييل قد استُغلّت من قبلهم أو أنها كانت هي نفسها تطمح لأن تصبح ملكة على فرنسا.
في تلك الأيّام، كان من عادة الملوك أن يتخذوا لأنفسهم عشيقات حتى عندما يكونون متزوّجين من نساء أخريات. وكانت غابرييل، قبل أن يتعرّف عليها هنري، متزوّجة من شخص آخر. لكن الملك ألغى زواجهما ثم خلع عليها لقب ماركيزة ودوقة.
وعندما أصبحت عشيقة للملك عام 1591، كان هو ما يزال متزوّجا من زوجته الأولى الملكة مارغريت. وكانت غابرييل وقتها إحدى أجمل نساء فرنسا. كما كانت امرأة ذكيّة وعمليّة، لذا وثق بها هنري كثيرا وكان يحرص على الاستماع إلى نصائحها. وقد منحها خاتم التتويج ووعدا منه بالزواج. لكنّ الموت هو الذي وقف في طريقها. فقد توفّيت فجأة وهي تضع مولودها الرابع.
في هذه اللوحة التي لا يُعرف اسم الفنّان الذي رسمها، تظهر غابرييل إلى اليمين وهي تجلس عارية في حمّام، بينما تمسك بخاتم التتويج الذي كان هنري قد منحها إيّاه كتعبير عن حبّه لها قبل موتها بوقت قصير. وإلى اليسار، تجلس قبالتها، عارية أيضا، شقيقتها دوقة فيلار. وتبدو الأخيرة وهي "تقرص" ثدي غابرييل في إشارة إلى حملها بطفلها الأوّل من هنري. وما يعزّز هذا الافتراض وجود خادمة في الخلفية تخيط ثياب طفل.
المرأتان تبدوان شديدتي الشبه ببعضهما البعض. خلفيّة الغرفة ثريّة بالألوان والرموز. هناك مثلا جزء من لوحة معلّقة على الجدار الخلفيّ تصوّر جسد شخص عار، كتعبير عن الحبّ. وهناك أيضا الاستخدام البارع لتقنية "الترومب لوي" التي تخلق إيهاما بصريّا تبدو فيه الأجسام ذات بعد ثلاثي. وهناك أيضا الأسلوب الواقعيّ في رسم القماش والستائر التي تؤطّر المشهد.
حسّية هذه اللوحة جعلتها ذات شعبيّة كبيرة في زمانها ولم تفقد فتنتها منذ القرن السادس عشر. ورغم أن الرسّام ظلّ مجهولا، إلا أنها تُعزى إلى أسلوب مدرسة فونتيبلو الثانية. لكنّها أيضا تتضمّن تأثيرات من عصر النهضة الايطاليّ ومن الفنّ الهولنديّ. وقد أصبحت اللوحة من مقتنيات متحف اللوفر اعتبارا من عام 1937م.
أثناء ولادة غابرييل لطفلها الرابع، هرع الملك لرؤيتها في باريس. لكنّها توفّيت في اليوم التالي، أي في احد أيّام ابريل من عام 1599م عن ستّة وعشرين عاما. وقد حزن عليها كثيرا ولبس الثياب السوداء حدادا وأمر بأن تقام لها جنازة تليق بملكة. كان لدى هنري رغبة بجعل غابرييل زوجته وملكته. وكانت هي تنتظر منه أن يطلّق زوجته مارغريت كي يتزوّجها.
كانت غابرييل والملك محبّين ومخلصين لبعضهما البعض. وقد وقفت هي بجانبه أثناء الحروب الدينيّة. ولأنها كانت كاثوليكية، فقد أقنعت الملك البروتسانتي بالتحوّل إلى الكاثوليكية بحكم أن غالبيّة الفرنسيين هم من الكاثوليك. وكانت ترافقه في حملاته العسكرية. حتى عندما كانت حاملا كانت تصرّ على البقاء بجانبه قريبا من ميدان المعركة كي ترعاه وتهتمّ به.
ورغم أنها كسبت تعاطف الملك، إلا أنها لم تكن تحظى بشعبيّة عند أبناء الطبقة الارستقراطية الفرنسية. وقد عبّر هؤلاء عن غضبهم من علاقتها بالملك بنشر كتابات تشير إلى أن المشاكل التي تعاني منها البلاد كانت بسبب تلك العلاقة. ولهذا السبب راجت شائعة بعد وفاتها تقول إن موت غابرييل لم يكن بسبب الولادة المتعثّرة وإنما لأن شخصا ما لم يكن يريد لها أن تصبح ملكة قام بدسّ السمّ لها. المعروف أن هنري اغتيل، هو نفسه، في احد شوارع باريس بعد بضع سنوات من وفاتها.
غابرييل ديستريه تُذكر في التاريخ الفرنسيّ بأغنية مشهورة بعنوان غابرييل الجميلة. وبعد موتها نُشر كتاب بعنوان "المذكّرات السرّية لـ غابرييل ديستريه" يُعتقد بأن من كتبه كان احد أصدقائها.
تزوّج هنري الرابع مرّتين: الأولى من ابنة عمّه الكاثوليكية مارغريت دي فالوا، والثانية من ماري دي ميدتشي. لكنّ غابرييل ديستريه كانت المرأة التي مارست عليه النفوذ الأقوى. فقد كانت خليلته وأمّا لأبنائه الثلاثة. كانت عائلة هذه المرأة انتهازية ومتعطّشة للسلطة. وهناك جدل كبير حول ما إذا كانت غابرييل قد استُغلّت من قبلهم أو أنها كانت هي نفسها تطمح لأن تصبح ملكة على فرنسا.
في تلك الأيّام، كان من عادة الملوك أن يتخذوا لأنفسهم عشيقات حتى عندما يكونون متزوّجين من نساء أخريات. وكانت غابرييل، قبل أن يتعرّف عليها هنري، متزوّجة من شخص آخر. لكن الملك ألغى زواجهما ثم خلع عليها لقب ماركيزة ودوقة.
وعندما أصبحت عشيقة للملك عام 1591، كان هو ما يزال متزوّجا من زوجته الأولى الملكة مارغريت. وكانت غابرييل وقتها إحدى أجمل نساء فرنسا. كما كانت امرأة ذكيّة وعمليّة، لذا وثق بها هنري كثيرا وكان يحرص على الاستماع إلى نصائحها. وقد منحها خاتم التتويج ووعدا منه بالزواج. لكنّ الموت هو الذي وقف في طريقها. فقد توفّيت فجأة وهي تضع مولودها الرابع.
في هذه اللوحة التي لا يُعرف اسم الفنّان الذي رسمها، تظهر غابرييل إلى اليمين وهي تجلس عارية في حمّام، بينما تمسك بخاتم التتويج الذي كان هنري قد منحها إيّاه كتعبير عن حبّه لها قبل موتها بوقت قصير. وإلى اليسار، تجلس قبالتها، عارية أيضا، شقيقتها دوقة فيلار. وتبدو الأخيرة وهي "تقرص" ثدي غابرييل في إشارة إلى حملها بطفلها الأوّل من هنري. وما يعزّز هذا الافتراض وجود خادمة في الخلفية تخيط ثياب طفل.
المرأتان تبدوان شديدتي الشبه ببعضهما البعض. خلفيّة الغرفة ثريّة بالألوان والرموز. هناك مثلا جزء من لوحة معلّقة على الجدار الخلفيّ تصوّر جسد شخص عار، كتعبير عن الحبّ. وهناك أيضا الاستخدام البارع لتقنية "الترومب لوي" التي تخلق إيهاما بصريّا تبدو فيه الأجسام ذات بعد ثلاثي. وهناك أيضا الأسلوب الواقعيّ في رسم القماش والستائر التي تؤطّر المشهد.
حسّية هذه اللوحة جعلتها ذات شعبيّة كبيرة في زمانها ولم تفقد فتنتها منذ القرن السادس عشر. ورغم أن الرسّام ظلّ مجهولا، إلا أنها تُعزى إلى أسلوب مدرسة فونتيبلو الثانية. لكنّها أيضا تتضمّن تأثيرات من عصر النهضة الايطاليّ ومن الفنّ الهولنديّ. وقد أصبحت اللوحة من مقتنيات متحف اللوفر اعتبارا من عام 1937م.
أثناء ولادة غابرييل لطفلها الرابع، هرع الملك لرؤيتها في باريس. لكنّها توفّيت في اليوم التالي، أي في احد أيّام ابريل من عام 1599م عن ستّة وعشرين عاما. وقد حزن عليها كثيرا ولبس الثياب السوداء حدادا وأمر بأن تقام لها جنازة تليق بملكة. كان لدى هنري رغبة بجعل غابرييل زوجته وملكته. وكانت هي تنتظر منه أن يطلّق زوجته مارغريت كي يتزوّجها.
كانت غابرييل والملك محبّين ومخلصين لبعضهما البعض. وقد وقفت هي بجانبه أثناء الحروب الدينيّة. ولأنها كانت كاثوليكية، فقد أقنعت الملك البروتسانتي بالتحوّل إلى الكاثوليكية بحكم أن غالبيّة الفرنسيين هم من الكاثوليك. وكانت ترافقه في حملاته العسكرية. حتى عندما كانت حاملا كانت تصرّ على البقاء بجانبه قريبا من ميدان المعركة كي ترعاه وتهتمّ به.
ورغم أنها كسبت تعاطف الملك، إلا أنها لم تكن تحظى بشعبيّة عند أبناء الطبقة الارستقراطية الفرنسية. وقد عبّر هؤلاء عن غضبهم من علاقتها بالملك بنشر كتابات تشير إلى أن المشاكل التي تعاني منها البلاد كانت بسبب تلك العلاقة. ولهذا السبب راجت شائعة بعد وفاتها تقول إن موت غابرييل لم يكن بسبب الولادة المتعثّرة وإنما لأن شخصا ما لم يكن يريد لها أن تصبح ملكة قام بدسّ السمّ لها. المعروف أن هنري اغتيل، هو نفسه، في احد شوارع باريس بعد بضع سنوات من وفاتها.
غابرييل ديستريه تُذكر في التاريخ الفرنسيّ بأغنية مشهورة بعنوان غابرييل الجميلة. وبعد موتها نُشر كتاب بعنوان "المذكّرات السرّية لـ غابرييل ديستريه" يُعتقد بأن من كتبه كان احد أصدقائها.