أوقـات الفـراغ
للفنان الأمريكي وليـام ميريـت تشيـس، 1894
للفنان الأمريكي وليـام ميريـت تشيـس، 1894
لوحات وليام تشيس تتميّز بأناقتها ورحابتها وتُظهِر تأثيره كمُعلّم ورمز كبير من رموز الانطباعية الأمريكية. كما أنها تجسّد ذروة عصر النهضة الأمريكي في أواخر القرن التاسع عشر. وقد رسم الفنّان العديد من أعمال الحياة الساكنة المهمّة، لكنّ لوحاته عن الطبيعة تظلّ الأفضل والأشهر.
في قرية ساوثامبتون بـ لونغ آيلاند، أسّس تشيس عام 1891 مدرسة للرسم وعلّم فيها لعامَين، بينما كان يرسم المزيد من الأعمال الانطباعية الرائعة التي تحتفي بحقول وسماء وشطآن القرية. ولوحاته تلك تستعيد الهالة الخاصّة لتلك الأماكن والتي تلاشت مع مرور الزمن. وفي معظمها تظهر زوجته وأطفاله في طبيعة مليئة بضوء الشمس وهم يقطفون الأزهار ويتجوّلون أو يرتاحون على شاطئ البحر.
في هذه اللوحة يرسم تشيس أربعا من موديلاته الدائمات وهنّ يرتدين ملابس بيضاء ويجلسن على الكثبان المعشبة قبالة خليج شينيكوك: زوجته التي ترتدي قلنسوة حمراء، وشقيقة زوجته التي تمسك بمظلّة، بالإضافة إلى اثنتين من بناته. وقد استخدم الألوان الخضراء المتدرّجة لرسم العشب كي يخلق انطباعا عن ضوء النهار في الصيف.
لاحظ العفوية والتلقائية التي رسم بها الفنّان حركة الغيم وضوء الشمس وتأثيراتهما على الطبيعة الساحلية إلى أسفل. العبارة التي تتحدّث عن "الإمساك بروح المكان" تتجسّد هنا. وهي تعني أكثر من مجرّد تسجيل الخصائص الجغرافية للمكان أو الإيحاء بحالة الطقس أو بوقت محدّد من اليوم، لتمنح الناظر إحساسا بطبيعة الشعور الذي كان يخالج الرسّام وهو هناك.
هذه اللوحة يمكن اعتبارها نموذجا للرسم الذي يصوّر مشاهد عن حياة الضواحي. كما أن فيها تلميحا إلى ازدياد أوقات الراحة كردّ فعل على ازدياد وتيرة التحضير والتصنيع، وإلى سيطرة حضور النساء في المنتجعات الصيفية وتفضيلهنّ قضاء أوقاتهنّ على شاطئ البحر الآمن بلا مرافق أثناء عمل أزواجهنّ في المدينة.
تنظر إلى تلك المشاهد فتشعر بدفء الشمس وبالنسيم الذي يحرّك الغيم ويثير العشب وتسمع صوت اصطفاق الأمواج على الشاطئ وتشمّ الهواء المالح ورائحة الأزهار. وما يجعل هذه اللوحات ذات سحر خاصّ هو أنها تتضمّن بعدا شخصيّا وليست مجرّد مناظر عامّة للطبيعة.
كان من عادة تشيس أن يقضي بعض أيّامه في نيويورك المزدحمة وذات الثقافات المتنوّعة. لكن من وقت لآخر، كان يذهب إلى الحدائق والمتنزّهات وشاطئ البحر في لونغ آيلاند الذي كان مكانا لثلاث من أفضل لوحاته.
وقد وصف احد النقّاد ذات مرّة براعته الفنّية بقوله: لا أحد، سوى تشيس، يستطيع المرور بأمان من المروج الخضراء للربيع إلى الضوء الناعم في غرفة، ومن ضوء الشمس على الشاطئ إلى بريق آنية زهور نحاسيّة أو لمعان شعر امرأة". لكن مع مرور الوقت فقدت مواضيع الرسّام تلك الثنائية. وقد عُرف عنه انه كان ينصح تلاميذه بضرورة تغيير الألوان واستخدام المزيد من الأخضر والأزرق عندما ينتقلون من داخل البيوت إلى خارجها.
كان تشيس شخصا ذا كاريزما خاصّة، وكان يجد الجمال في كلّ ما يحيط به. محترفه كان مليئا بالأشياء الغريبة التي كان يجمعها في أسفاره: زجاج فينيقيّ، طبول هندية، مراوح يابانية، طيور فلامينغو محنّطة، سماورات روسية، سجّاد فارسي .. إلى آخره. وكان يستخدم بعض هذه الأشياء ليزيّن ويدعم بها لوحاته.
ولد وليام ميريت تشيس في إنديانا عام 1849، ثم انتقلت العائلة إلى سينت لويس. وقد ذهب في بداياته إلى أوربّا حيث قضى هناك ستّ سنوات في دراسة الرسم، وعاد إلى أمريكا ليؤسّس محترفا خاصّا به وبدأ في تدريس التلاميذ الرسم. انتُخب رئيسا لجمعية الرسّامين الأمريكيين عام 1885، وهي وظيفة ظلّ يشغلها لمدّة عشر سنوات. وفي أواخر حياته عمل مدرسّا للرسم في انجلترا واسبانيا وهولندا وايطاليا. ومن أشهر تلاميذه جورجيا اوكيف وتشارلز تشيلر وغيرهما، مع أن أسلوبه وأفكاره أثّرا على أجيال عديدة ومتعاقبة من الفنّانين.
في قرية ساوثامبتون بـ لونغ آيلاند، أسّس تشيس عام 1891 مدرسة للرسم وعلّم فيها لعامَين، بينما كان يرسم المزيد من الأعمال الانطباعية الرائعة التي تحتفي بحقول وسماء وشطآن القرية. ولوحاته تلك تستعيد الهالة الخاصّة لتلك الأماكن والتي تلاشت مع مرور الزمن. وفي معظمها تظهر زوجته وأطفاله في طبيعة مليئة بضوء الشمس وهم يقطفون الأزهار ويتجوّلون أو يرتاحون على شاطئ البحر.
في هذه اللوحة يرسم تشيس أربعا من موديلاته الدائمات وهنّ يرتدين ملابس بيضاء ويجلسن على الكثبان المعشبة قبالة خليج شينيكوك: زوجته التي ترتدي قلنسوة حمراء، وشقيقة زوجته التي تمسك بمظلّة، بالإضافة إلى اثنتين من بناته. وقد استخدم الألوان الخضراء المتدرّجة لرسم العشب كي يخلق انطباعا عن ضوء النهار في الصيف.
لاحظ العفوية والتلقائية التي رسم بها الفنّان حركة الغيم وضوء الشمس وتأثيراتهما على الطبيعة الساحلية إلى أسفل. العبارة التي تتحدّث عن "الإمساك بروح المكان" تتجسّد هنا. وهي تعني أكثر من مجرّد تسجيل الخصائص الجغرافية للمكان أو الإيحاء بحالة الطقس أو بوقت محدّد من اليوم، لتمنح الناظر إحساسا بطبيعة الشعور الذي كان يخالج الرسّام وهو هناك.
هذه اللوحة يمكن اعتبارها نموذجا للرسم الذي يصوّر مشاهد عن حياة الضواحي. كما أن فيها تلميحا إلى ازدياد أوقات الراحة كردّ فعل على ازدياد وتيرة التحضير والتصنيع، وإلى سيطرة حضور النساء في المنتجعات الصيفية وتفضيلهنّ قضاء أوقاتهنّ على شاطئ البحر الآمن بلا مرافق أثناء عمل أزواجهنّ في المدينة.
تنظر إلى تلك المشاهد فتشعر بدفء الشمس وبالنسيم الذي يحرّك الغيم ويثير العشب وتسمع صوت اصطفاق الأمواج على الشاطئ وتشمّ الهواء المالح ورائحة الأزهار. وما يجعل هذه اللوحات ذات سحر خاصّ هو أنها تتضمّن بعدا شخصيّا وليست مجرّد مناظر عامّة للطبيعة.
كان من عادة تشيس أن يقضي بعض أيّامه في نيويورك المزدحمة وذات الثقافات المتنوّعة. لكن من وقت لآخر، كان يذهب إلى الحدائق والمتنزّهات وشاطئ البحر في لونغ آيلاند الذي كان مكانا لثلاث من أفضل لوحاته.
وقد وصف احد النقّاد ذات مرّة براعته الفنّية بقوله: لا أحد، سوى تشيس، يستطيع المرور بأمان من المروج الخضراء للربيع إلى الضوء الناعم في غرفة، ومن ضوء الشمس على الشاطئ إلى بريق آنية زهور نحاسيّة أو لمعان شعر امرأة". لكن مع مرور الوقت فقدت مواضيع الرسّام تلك الثنائية. وقد عُرف عنه انه كان ينصح تلاميذه بضرورة تغيير الألوان واستخدام المزيد من الأخضر والأزرق عندما ينتقلون من داخل البيوت إلى خارجها.
كان تشيس شخصا ذا كاريزما خاصّة، وكان يجد الجمال في كلّ ما يحيط به. محترفه كان مليئا بالأشياء الغريبة التي كان يجمعها في أسفاره: زجاج فينيقيّ، طبول هندية، مراوح يابانية، طيور فلامينغو محنّطة، سماورات روسية، سجّاد فارسي .. إلى آخره. وكان يستخدم بعض هذه الأشياء ليزيّن ويدعم بها لوحاته.
ولد وليام ميريت تشيس في إنديانا عام 1849، ثم انتقلت العائلة إلى سينت لويس. وقد ذهب في بداياته إلى أوربّا حيث قضى هناك ستّ سنوات في دراسة الرسم، وعاد إلى أمريكا ليؤسّس محترفا خاصّا به وبدأ في تدريس التلاميذ الرسم. انتُخب رئيسا لجمعية الرسّامين الأمريكيين عام 1885، وهي وظيفة ظلّ يشغلها لمدّة عشر سنوات. وفي أواخر حياته عمل مدرسّا للرسم في انجلترا واسبانيا وهولندا وايطاليا. ومن أشهر تلاميذه جورجيا اوكيف وتشارلز تشيلر وغيرهما، مع أن أسلوبه وأفكاره أثّرا على أجيال عديدة ومتعاقبة من الفنّانين.